قال أحمد عصيد، الباحث في قضايا الأمازيغية، إنَّ "مراجعة مدونة الأسرة في الوقت الرّاهن هي ضرورة حتْمية؛ لأسبابٍ عدة، أهمّها أنَّه "مرَّ أكثر من 15 سنة على آخر تعديل ووقعت أحداث كثيرة حيثُ أصبح لنا دستور جديد يجبُ ملاءمته مع مقتضيات المدونة"، مشيراً إلى أنَّ "مراجعة مدونة الأسرة لا تستقيم إلا بتعديل نظام الإرث". وفي هذا الصدد سجل الباحث الأمازيغي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنَّ "هناكَ مستجدين أساسين في الدستور؛ يتعلق أولهما بسمو المعاهدات الدولية على التشريعات الوطنية المحلية، والفصل 19 الذي يقرّ بالمساواة، وكلاهما يدفعانِ إلى تعديل المدونة". وأبرز عصيد أنَّه "بعدَ مرور 15 سنة على آخر تعديل على مدونة الأسرة، عرفت خلالها المرأة بروزاً قوياً وبرهنت على كفاءات في عدد من القطاعات، خاصة أنها تساهمُ في إنتاج الثورة؛ في المقابل، بينت عدة ثغرات وعيوب تشوبُ المدونة وتسمحُ في اتجاه تعديل مضامينها، خاصة في ما يتعلق بالولاية وتعدد الزوجات واغتصاب القاصرات باسم الزواج وموضوع الإرث الذي أصبحَ يناقشُ اليوم بشكل كبير"، مشيراً إلى أنَّ "مراجعة مدونة الأسرة لا تستقيم إلا بتعديل نظام الإرث". وزادَ المحدث ذاته أنَّ "الفقه القديم التراثي الذي يتبناه عدد من الفقهاء لا يمكنه أن يجدَ حلولاً للسياق الراهن"، موضحاً أن "التراث القديم يعطي أجوبة قديمة والأجوبة القديمة لا يمكنها أن تنطبق على واقع جديد، ولذلك على الدولة أن تدعم الفقه الجديد المنفتح وأن تساند الدعوات الحقوقية". كما زاد في تصريحه لهسبريس أنَّ "مدونة الأسرة ليست موضوعاً دينيا فقط بل ينهل من عدة مشارب حقوقية واقتصادية"، داعياً إلى منظور جديد للمدونة، حيثُ إنه لا يمكن مراجعة المدونة في إطار الفقه القديم بل يحب النظر إلى المدونة كقانون مدني وإلى المرأة كمواطن كامل المواطنة؛ لأن التحفظات القديمة البالية أدت إلى تزايد أشكال التمييز والعنف ضد النساء". من جهة أخرى، وصفَ عصيد استهداف مسجدين بجريمة مسلحة في نيوزلندا بأنه "حادث مأساوي وعمل إجرامي إرهابي لا يمكن السكوت عنه"، داعياً إلى "تدقيق البحث في الأسباب المؤدية إلى مثل هذه الإضرابات النفسية والاختلالات السلوكية التي تدفعُ المسلم إلى قتل غير المسلم، وتؤدي إلى وقوع حوادث من قبل أطراف أخرى في حق المسلمين داخل المساجد الذي هو مكان لممارسة العبادة التي هي حق من حقوق الإنسان". "لا بد من النظر في وضعية المسلم والإسلام في السياق الغربي حتى لا يكون هناك إرهاب من طرف المسلمين، ولا بد من النظر في وعي المجتمعات المستقبلة وفي نظرتها للإسلام وترميم هذا الفهم حتى لا يؤدي إلى أعمال إجرامية وانحرافية" يقول عصيد، مضيفاً: "المتورط في حادث نيوزيلاندا تشكلت لديه فكرة مرضية انطلاقاً من أسباب معينة" قبل أن يدعو إلى التحسيس والمواكبة من أجل الحيلولة دون وقوع حوادث أخرى".