تنفس كبار تجار المواد الغذائية بمنطقة درب عمر وسط مدينة الدارالبيضاء الصعداء بعد تسجيلهم لانتعاش ملموس لرقم معاملاتهم قبل شهرين من حلول شهر رمضان. وسجل مجموعة من التجار ارتفاعا في الطلب على المنتجات الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان، على رأسها القطاني ومصبرات الطماطم والدقيق، وتشكيلة واسعة من المواد الغذائية الأخرى. وكثف تجار المواد الغذائية بالمدن الأخرى من طلبياتهم على البضائع التي يتم تسويقها في هذا المركز التجاري التاريخي للعاصمة الاقتصادية، حيث أوضحت مصادر مهنية أن هذا الإقبال أمر معتاد، وينتظره تجار الجملة بفارغ الصبر. وقال مجموعة من أصحاب المحلات التجارية إن أسعار معظم المنتجات الغذائية تظل في متناول الجميع، مؤكدين أن هناك وفرة في كافة المنتجات، سواء المحلية أو تلك المستوردة من الخارج، من بينها التمور التي تلاقي إقبالا كبيرا من طرف المغاربة. ورفعت الشركات المغربية من حجم وارداتها من التمور منذ شهر فبراير الماضي استعدادا لتسويقها في القنوات التجارية بالحواضر الكبرى المغربية، كما رفعت من حجم استيرادها للتوابل الأسيوية، نتيجة الطلب الكبير عليها خلال شهر رمضان. واستورد التجار المغاربة ما يزيد عن 4.8 آلاف طن من التوابل الصينية في أقل من 21 شهرا، بقيمة إجمالية بلغت 74 مليون درهم. وأقدم التجار على استيراد كميات مهمة من التمور التونسية والمصرية، في محاولة منهم لعرض بضائع بأسعار تقل عن أسعار التمور المغربية التي سجلت مستويات قياسية خلال العام الجاري. يشار إلى أن معدل الاستهلاك الفردي للتمور يبلغ بالمغرب 3 كيلوغرامات في السنة. ويؤكد المسؤولون في القطاع الزراعي أن تزايد إقبال المغاربة على التمور يجب أن يواكبه عمل المهنيين على توفير مزيد من الكميات المنتجة محليا في السوق المغربي، من أجله تقليص الكميات المستوردة من الخارج.