بمزيد من العزم البادي على سحناتهم المقاومة لإجراءات الاقتطاع المالي، جاء "الأساتذة المتعاقدون" و"أساتذة الزنزانة 9" من مختلف ربوع مناطق الوسط بالمملكة صوب مقر وزارة التربية الوطنية، لإسماع أصواتهم الرافضة لما أسموه "الترقيع" الذي يقدمه الوزير سعيد أمزازي، فيما يتعلق بوضعيتهم، فضلا عن مطالبتهم بالترقية الفورية بأثر رجعي لكافة "الأساتذة العالقين في السلم التاسع"، منذ سنوات عديدة، على الرغم من أن الوزارة ألغته من تعييناتها الجديدة. الوقفة، التي جرت صباح اليوم الثلاثاء، تحولت إلى مسيرة حاشدة، انطلقت من أمام مقر الوزارة بباب الرواح مرورا بشارع محمد الخامس بالعاصمة، صوب مبنى البرلمان المغربي، طالبت ب"ضرورة الإدماج الفوري لكافة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد منذ فوج 2016، داخل نظام الوظيفة العمومية، والتراجع عن إقرار النظام الأساسي لموظفي الأكاديميات الرامي إلى تفويت المدرسة العمومية إلى القطاع الخاص". وناشدت المسيرة، التي جاءت بعد تنسيق بين المتعاقدين وأساتذة "الزنزانة 9"، "تحقيق مزيد من التوحيد لاحتجاجات الشغيلة التعليمية، في أفق تشكيل جبهة تتصدى لكل المؤامرات التي تحاك ضد الأساتذة والمنظومة التعليمية، خصوصا في سياق تبضيع المدرسة، وحرمان أبناء الشعب من حقهم في التمدرس". المسيرة، التي تأتي في سياق إضراب جديد للمتعاقدين سيدوم أسبوعا من الزمن قابل للتمديد، رفعت شعارات منددة بتعاطي الوزارة مع ملفات الأساتذة من قبيل: "الشعب يريد.. إسقاط التعاقد"، و"علاش جينا واحتجينا.. الترقية لي بغينا"، و"الاحتجاج حق مشروع.. والمخزن مالو مخلوع"، مطالبة ب"ضرورة إنصاف فئة محورية في المنظومة التربوية بالبلاد". وفي هذا الصدد، قال يوسف الموساوي، عضو "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، إن "الرأي العام الوطني والدولي تابع عن كثب ملف الأساتذة والمراحل والمستجدات الحاصلة"، لافتا إلى أن "الأساتذة يواجهون سياسة الآذان الصماء، والاستهداف الواضح الذي طالهم، خاصة فيما يتعلق إصدار ملحقات الذل والعار، وإكراه الأساتذة على توقيعها تحت طائلة التهديد". وأضاف الموساوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الملف يشهد تحولات كبيرة؛ على رأسها توقيف أجرة أساتذة فوج 2019، ناهيك عن التدخلات القمعية التي طالت معتصمات الكرامة بالأكاديميات"، مشددا على أن التنسيقية لن تحيد عن مطلب إسقاط التعاقد والإدماج في سلك الوظيفة العمومية، وزاد: "نتابع باستغراب ما قيل عنها اقتراحات أمزازي، وسيأتي الرد عليها في ندوة يوم غد الأربعاء". وأوضح المتحدث أن "المسيرة الحالية وحدوية وتبين أن همّ شغيلة التعليم واحد، والاستهداف يطال الجميع دون استثناء"، لافتا إلى أنه "آن أوان الوحدة من أجل إسقاط كافة المخططات التي تروم الإجهاز على التعليم العمومي". من جهته، قال ياسين يعلا، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية لأساتذة الزنزانة 9، إنه "إلى حدود اللحظة، لا وجود لحوار جدي بين الوزارة وبين الأساتذة، وهذا ما أفرز برنامجا تصعيديا يتم تنزيله في أفق إيجاد حل عادل وفوري نهائي للملف المطلبي الواضح"، مشيرا إلى أن "الأساتذة يطالبون بالترقية الفورية مع أثر مالي وإداري رجعي منذ موسم 2012". وأضاف يعلا، في تصريح لهسبريس، أن "التنسيق مع بقية الأساتذة مطروح دائما"، مستنكرا "رفض أمزازي الجلوس مع مختلف التنسيقيات"، وزاد: "الممثل الشرعي والوحيد لأساتذة الزنزانة واضح، ولا يمكن أن يتم إقصاء تنظيمه من الحوار".