لم تخلُ جلسة محاكمة الصحافي حميد المهداوي، مدير موقع بديل، المتابع في ملف معتقلي حراك الريف، من مفاجآت عديدة، وخلافات حادة، بين المتهم وبين أعضاء هيئة الحكم برئاسة القاضي الحسن الطلفي. حميد المهداوي، المتابع بتهمة "عدم التبليغ عن جناية تمس أمن الدولة"، كشف أمام القاضي الحسن الطلفي أن مسؤولا طالبه بتقديم اعتذار مكتوب إلى الملك محمد السادس، والتقدم بطلب عفو، حتى يتسنى له الخروج ومغادرة سجن عكاشة بالدار البيضاء. وقال الصحافي المهداوي، في الجلسة التي عقدت زوال الثلاثاء بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وامتدت لساعات طوال إن "مسؤولا ضغط عليّ وقال لي إذا لم تكتب اعتذارا للملك، والله لا خرجتي من السجن". وبعدما لم يذكر مدير موقع "بديل" المتوقف عن الصدور، اسم الشخص الذي ضغط عليه من أجل كتابة اعتذار للملك من أجل الخروج من السجن، دخل في مشادات مع رئيس الهيئة الحسن الطلفي، حيث اعتبرت هذه الأخيرة أن المهداوي يريد أن يفرض أسلوبه في التفاعل والتجاوب مع الأسئلة التي توجهها إليه. ورفض الصحافي حميد المهداوي الإجابة عن سؤال للمحكمة يتعلق بما إذا كانت "المكالمات التي جرت بينه وبين المسمى البوعزاتي هو من قام بإجرائها، وما إن تمت باللغة العربية أم الدارجة". واعتبر المهداوي أن المحكمة لا تبحث عن الحقيقة، وإنما تبحث عن إدانته من خلال هذه الأسئلة، حيث خاطبها قائلا: "إن المحكمة تبحث عن إدانتي؛ فاعترافي أمام قاضي التحقيق بخصوص حقيقة هذه المكالمة التي جرت هو ما تم اعتماده من أجل متابعتي، وكذا إدانتي في المرحلة الابتدائية". وفي الوقت الذي شهدت فيه الجلسة غليانا كبيرا ومشادات بين رئاسة الهيئة والصحافي المهداوي عاد هذا الأخير، ليرد على سؤال القاضي الحسن الطلفي، حيث شدد على أن المكالمة الهاتفية جمعته بالمدعو ابراهيم البوعزاتي، والذي وصفه ب"النصاب"، مشيرا في الوقت نفسه إلى كونها "تمت بالعربية الدارجة". وشهدت هذه الجلسة، التي واصل فيها معتقلو حراك الريف مقاطعة أطوارها، حضور المحامية والناشطة الحقوقية التونسية هدى الهوامي، ممثلة لمنظمة للمحامين، من أجل متابعة القضية وتسجيل ملاحظات على سيرها، ورفع تقرير في الموضوع.