لم تمنع الحرارة المفرطة، التي تجاوزت 37 درجة تحت الظل، عشرات التماسيح من الخروج من بحيرة قرية بازولي (Bazoule)، ل"استقبال" السياح رفقة المرشدين السياحيين المحليين، و"السماح" لهم بالتقاط صور تذكارية. في قرية بازولي، تجمع السكان وزوارهم علاقة غريبة مع هذه التماسيح، التي يبلغ عددها 100 تمساح تعيش في بحيرة لا تزيد مساحتها عن 3 هكتارات وقت الجفاف، و8 هكتارات في الأيام الماطرة. هذه العلاقة الغريبة والمميزة جعلت السكان (كبارا وصغارا) يتعاملون معاملة خاصة مع التماسيح، بعيدا عن أي إحساس بالخوف؛ فالأطفال المحليون يمكنهم السباحة في البحيرة بكل أمان دون أي يخشى أهاليهم على حياتهم. بيير كابوري، وهو من السكان المحليين الذين يصل عددهم إلى 1500 نسمة، يؤكد أن الجميع هنا يعتبرون هذه التماسيح كما لو أنها من أفراد الأسرة. ويضيف بيير كابوري: "نحن لا نخشى على أنفسنا أو أطفالنا من هذه الزواحف، فهي تماسيح مقدسة تمثل في واقع الأمر أرواح أسلافنا، وإذا مات أحدها نقوم بدفنه بطريقة تليق بالتماسيح المقدسة، إذ تقام له جنازة وكأنه واحد من سكان قرية بازولي". توجه كابوري، وهو يمسك عصا طويلة تتدلى منها دجاجة حية، نحو تمساح عملاق يزيد طوله عن المترين تقريبا، ليقف بجانبه ويضرب برفق على جبينه، وأمام مفاجأة الجميع تسمر هذا الحيوان البرمائي المفترس في مكانه، فطلب الرجل من السياح المجيء تباعا للركوب فوق التمساح وأخذ صور تذكارية. يقول بيير كابوري: "تعود علاقة سكان قرية بازولي بهذه التماسيح إلى أزيد من 500 سنة تقريبا، إذ أصاب الجفاف المنطقة في تلك الحقبة، وأصبح الماء مادة نادرة، وهذه التماسيح هي التي دلت نساء القرية على مكان بحيرة بازولي، ما أنقذ حياة القبيلة التي تعيش في المكان. ومنذ ذلك التاريخ نسج الطرفان علاقة تنبني على الاحترام والتقدير والقداسة". وتعبيرا من السكان عن عرفانهم بجميل هذه التماسيح، شرع قرويو بازولي في تنظيم حفل "كوم لاكري" السنوي، الذي تقدم خلاله القرابين لهذه الزواحف البرمائية، ويطلبون منها أن تمدهم بالصحة والغنى، وأن تساعدهم على الحصول على موسم زراعي مثمر.