ترجم حسن بحراوي رحلة بيير لوتي إلى اللغة العربية وعنوَنها ب"في المغرب". وصدر هذا المؤلف حديثا عن مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. رحلة بيير لوتي إلى المغرب تمّت، حسب ما يشير المؤلف، في سنة 1889 خلال حكم السلطان المغربي الحسن الأول، الذي امتدّ من 1873 إلى 1894. وقد شهدت هذه الحقبة وصول العديد من البعثات الأوروبية إلى البلاط السلطاني بفاس ومراكش. وكانت هذه البعثات، حسب المصدر نفسه، من أجل معالجة الكثير من القضايا والمشاكل المطروحة بين المغرب وجيرانه الغربيين، من قبيل: فرنسا، وإسبانيا، والبرتغال، وإنجلترا.. وهو ما لم يتطرّق الكتاب إلى أهدافه، وقصدِ البعثة الديبلوماسية، التي يرأسها الوزير الفرنسي المفوّض، والتي كان بيير لوتي حاضرا فيها. كتاب لوتي، الذي صدرت طبعته الأولى في سنة 1890 بعدما ظهر محتواه متسلسلا في إحدى المجلّات بين غشت وأكتوبر من عام 1889، حسب مترجِمِه، يعد "في طليعة الكُتُب الوصفيّة الخالصة التي جعلت من طبيعة المغرب وأُناسه وعاداته موضوعا لها"، على خلاف المألوف في المؤلّفات السّفرية، التي كانت تحتفي بوصف الاستقبالات الرسمية ونقل المحادثات السياسية، أو التي يهيمن عليها الجانب العلمي الاستكشافي الجغرافي والتاريخي.