تضمّنت الرسالة التي وجهها محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الموريتانية، إلى الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، طلبا لدعم بلاده لشغل منصب في إحدى المنظمات الإقليمية التابعة لجامعة الدول العربية. وكان الأمير مولاي رشيد استقبل، بأمر من الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء بمقر إقامته بالرباط، سيدي محمد ولد محمد، مبعوث الرئيس الموريتاني، وسلمه رسالة من ولد عبد العزيز إلى العاهل المغربي. وكشفت وسائل إعلام موريتانية أن الرسالة التي سلمها المبعوث الموريتاني إلى الملك محمد السادس تضمنت طلب موريتانيا دعم المغرب لمرشحها لمنصب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الإلسكو"، وهي منظمة تابعة لجامعة الدول العربية. ويأتي طلب دعم المغرب بعد أن سلم وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية رسائل خطية إلى رؤساء كل من تونس والجزائر واليمن حول الموضوع نفسه. ورشحت موريتانيا لمنصب المدير العام "للإلسكو" بلعيون محمد ولد أعمر، المستشار بالرئاسة الموريتانية والرئيس السابق لجامعة العلوم الإسلامية. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تعمل في نطاق جامعة الدول العربية، وتعنى أساسا بالنهوض بالثقافة العربية وتطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم على مستويين الإقليمي والقومي والتنسيق بين الدول العربية الأعضاء. وفتح المغرب وموريتانيا صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؛ بعد الزيارة الرسمية التي قام بها مؤخرا وزير خارجية نواكشوط إلى الرباط، حيث أكدت الحكومة الموريتانية أن العلاقات الموريتانية المغربية "علاقات أخوية وحميمة، ويُنتظر دائما أن تتطور إلى الأفضل". وتلعب موريتانيا دوراً مهمًا في نزاع الصحراء المغربية، باعتبارها دولة ذات عضوية مراقب في الملف الذي تشرف عليه الأممالمتحدة؛ غير أنها باتت تلتزم في السنوات الأخيرة ب"حياد إيجابي"، ويرى مراقبون في عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مؤشرا إيجابيا من أجل تحريك الملف في البركة الراكدة منذ سنوات طويلة.