تمر العلاقات المغربية الموريتانية منذ مدة بفترة فتور تسير نحو الجمود، وذلك على الرغم من بعض الزيارات الرسمية المتبادلة والتي لم تكن سوى لإخفاء الصورة الحقيقية لوضعية هذه العلاقات، خاصة بعد قمة الاتحاد الافريقي والتي اصطفت فيها موريتانيا الى جانب جل الدول العربية بشمال افريقيا باستثناء ليبيا ضد موقف المغرب الطالب لانهاء عضوية الجمهورية الوهمية أضف الى ذلك الأجواء التي مرت فيها القمة العربية الأخيرة. وقد لاحظ متتبعون أنه على الرغم من عدم إعلان نواكشوط للسير في اتجاه شل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فان ما تشهده سفارتها بالرباط يوحي بالعكس حيث أن موريتانيا رحلت تمثيليتها الدبلوماسية ولم يبق سوى الحراس وبعض الموظفين القلائل ومنهم المستشار الثقافي الذي لم يرد الإجابة على أسئلة الصحافة الموريتانية حول ما تنهجه السفارة من إخلاء لممثليها الدبلوماسيين. وفي خطوة أخرى لن تزيد العلاقات بين البلدين إلا تشنجا وتوترا استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أول أمس مبعوثا من جبهة البوليساريو حاملا له رسالة من رئيس الجبهة ورئيس جمهورية تندوف ابراهيم الغالي. وقد سلم امحمد خداد مبعوث الجبهة ومنسق العلاقات مع المينورسو للرئيس الموريتاني رسالة تتضمن التطورات التي تعرفها قضية الصحراء وجهود الأممالمتحدة لحلها وأيضا عددا من المشاكل التي تهم «العلاقات الثنائية». ويتضح من خلال فحوى ما ادلي به مبعوث الجبهة الصفة الدبلوماسية ومستوى العلاقات التي تعطيه الجارة الموريتانية لجمهورية الوهم. وتذكر هذه المواقف الموريتانية من قضية الصحراء تلك التي انتهجتها خلال ثمانينات القرن المنصرم والتي أضرت كثيرا بقضية الوحدة الترابية للمملكة. مما يجعل العلاقات بين البلدين بين مد وجزر كلما تقلبت فيه الشخصيات الرئاسية، وهذا ما يبين أيضا غياب خط نظامي ملتزم لذلك الذي تتصف به الدول في علاقاتها الخارجية. وتأتي هذه التطورات والاستقبالات في ظل التصريحات النارية ضد المغرب التي أطلقها زعيم تندوف الجديد والتي تدفع بالوضع والمنطقة في اتجاه التصعيد خصوصا بعد الأزمة التي مرت بها علاقات المغرب أخيرا مع الأمين العام للأمم المتحدة، وفي أجواء انتظار زيارة جديدة لكرستوفر روس مبعوث الاممالمتحدة إلى الصحراء.