قال الباحث والناشط الأمازيغي أحمد عصيد إنه منذ دخول الأمازيغية المؤسسات، خصوصا التعليم والإعلام، تولدت مجموعة من النقاشات في الميدان العمومي، مضيفا أن هذا ما تلمّسته كاتبة "جوانب من الثقافة الأمازيغية المعاصرة" بحسّها، موجّهة القارئ العادي ليتعرّف على بعض خصائص اللغة والثقافة الأمازيغيتين، وما عرفه مسلسل مأسسة اللغة، وما قطعته بعد مسار الاعتراف السياسي، وإدراجها في التعليم والإعلام منذ سنة 2001، وإنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ثم التطوّرات التي عرفتها بعدما لم تعد شأنا خاصا بالمجتمع المدني، بل أصبحت من عناصر تدبير الشأن العام ولها مرجعيات وميزانيات في الدولة. وذكر عصيد، في سياق مشاركته في ندوة برواق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالبيضاء، أن الكتاب من الناحية المنهجية "كتاب وصفي تقريري يقرب المعرفة من عموم القرّاء غير المختصين لغة وتاريخا وأنثروبولوجيا"، موضّحا أن من بين ما يتضمّنه وصف للعادات الأمازيغية بشكل بسيط من أجل فهم دلالات وأبعاد هذه الظواهر الثقافية العريقة في البلاد. هذا الكتاب الذي يقدّم تاريخ الأمازيغية، هويةً وثقافة ولغة، ويهتم بالسياسة الثقافية واللغوية المغربية حول الأمازيغية، هو نتيجة لتواصل كاتبته مع الباحثين وتقريبها النقاش المتخصص من الإعلاميين وعموم القرّاء، ويتضمّن توجيهات للقارئ إذا أراد تعميق معرفته بالقضايا التي يثيرها، يقول عصيد. فيما أوضح الإعلامي جامع كولحسن أن كتاب "جوانب من الثقافة الأمازيغية المعاصرة" يقدم مجموعة من المعطيات والتحليلات حول الثقافة الأمازيغية، ويقدّم مادة يسيرة لا تعقد الأمور على القارئ، وتكوّن لديه صورة عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين. وأضاف كولحسن أن لغة كتابة المؤلف لغةٌ وسطى لا عالِمة ولا مبتذلة، داعيا كاتبته خديجة عزيز إلى أن يكون هذا الكتاب بداية لإنتاجها، وأن لا تتوقف عن الكتابة والإبداع. من جهتها، رأت عزيزة يحضيه، رئيسة رابطة كاتبات المغرب، أن هذا الكتاب يقدم لغير الناطقين باللغة الأمازيغية موروثا ثقافيا وطنيا، مشيدة بتمكّن كاتبته من إنتاج معرفة، بلغة عربية عملت عبرها على تقريب المسافات، وجعلت القارئ أكثر حماسا لحضور الأمازيغية بشكل قوي، وانتقالها من مرحلة النضال إلى الممارسة الفعلية. بدورها، قالت خديجة عزيز، كاتبة ومسؤولة العلاقات مع الإعلام بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن هذا الكتاب كان حصيلة سنوات من البحث، مضيفة أنها حاولت من خلاله معالجة قضايا متعلقة باللغة والثقافة الأمازيغيتين والآداب والفنون الأمازيغية. وتمنّت خديجة عزيز أن يشكّل كتاب "جوانب من الثقافة الأمازيغية المعاصرة" قيمة مضافة للكتابات النسوية، التي عرفت انتعاشا كبيرا في الأدب والبحث العلمي، وأن يكون حافزا لمزيد من البحث في هذا المجال، الذي يحتاج إلى تسليط مزيد من الضوء عليه لأنه مكون من مكونات المغرب الغني بروافده الحسانية واليهودية والأندلسية والعربية.