صدر عن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، كتاب جديد بعنوان “جوانب من الثقافة الأمازيغية المعاصرة”، من تأليف خديجة عزيز، وذلك ضمن سلسلة “دراسات وأبحاث 69″، حيث يقع الكتاب الذي يعد أول إصدار لمؤلفته في حوالى 140 صفحة من القطع المتوسط، ويضمّ عدّة محاور مرتبطة بالثقافة الأمازيغية. ومن بين أبرز الحقول الثقافية التي تناولها الكتاب، اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺛﺎرة ﻗﻀﺎﻳﺎ التعليم وتطور الكتابة بالأمازيغية، ورﻫﺎنات اﻟﻜﺘﺎب اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ، اﻟﻔﻨﻮن والآداب اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺸﻌﺮ والرواية والأغنية والمسرح واﻟﺴﻴﻨما، اﻹﻋﻼم اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ وقضاياه وإشكالياته، ﻗﻀﺎﻳﺎ اﺟﺘماﻋﻴﺔ ذات صلة ببعض الظواهر الثقافية، ومنها المرتبطة بالمرأة واﻟﻄﻔﻞ والعادات والتقاليد، طقوس واحتفاليات رأس السنة اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ؛ وكذا أنشطة واهتمامات المجتمع المدني اﻷﻣﺎزﻳﻐﻲ. وتعتبر خديجة عزيز أن هذا العمل يندرج في ﻧﻄﺎق اﻫﺘماﻣﺎتها المتواصلة ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ، وﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ومواقف ورؤى ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، مشيرة إلى أن المساهمات اﻟﻮاردة في الكتاب ﺗﻐﻄﻲ اﻧﺸﻐﺎﻻتها ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ المغربية ﻋﺎﻣﺔ واﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ في ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺠماﻟﻴﺔ واﻻﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ، لقرابة ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ. وترى خديجة أن الكتاب يعد ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺒﺴﻂ رؤﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﺗﺠﺎه ﻫﺬه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ المقالات اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ نشرها في ﻣﻨﺎﺑﺮ إﻋﻼﻣﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ، والتي ترمي إلى اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ والحضارية والفنية للشخصية المغربية، وﺧﺎﺻﺔ منها البعد الأمازيغي، من خلال ﻣﻼﻣﺴﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻮل هذه اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. وتضيف الكاتبة أن هذا العمل من شأنه أن يمثل قيمة ﻣﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫمات اﻟﺠﺎدة اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺐّ في ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ، والتي تعكسها إصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، التي يبلغ عددها حتى الآن 333 إصدارا، شملت المؤلفات الأكاديمية والأبحاث العلمية في مجالات اللغة والأدب والفن والتاريخ والأنثروبولوجيا والبيداغوجيا والديداكتيك والمعلوميات، إضافة إلى أشغال الندوات وكذا المجلة العلمية “أسيناك”، والكتب الإبداعية من دواوين شعرية، وروايات وقصص وحكايات للأطفال وترجمات. وهي إصدارات تمثل حاليا إطارا مرجعيا هاما، كما تشكل إغناء كبيرا للمكتبة الوطنية عامة والمكتبة الأمازيغية على وجه الخصوص.