ارتفع عدد المتوفين جراء "أنفلونزا الخنازير" إلى 30 شخصا، من أصل 183 حالة حاملة للفيروس تم رصدها داخل مختلف مستشفيات المملكة، حسب ما أعلنه عبد الغني الدغيمر، رئيس قسم المستشفيات بوزارة الصحة، مطمئنا رغم ذلك المواطنين بأن "الحالة الوبائية في المملكة عادية ومستقرة، ومرتبطة أساسا بفصل الشتاء". وأضاف الدغيمر، في مباشر جريدة هسبريس الإلكترونية حول "منظومة الصحة العمومية" مساء الخميس، أن "وزير الصحة أنس الدكالي سيصدر تقريرا مفصلا حول الموضوع خلال الأيام القليلة المقبلة"، مشيرا إلى أن المُعرّضين للفيروس هم أساسا الشيوخ والنساء الحوامل والأطفال الصغار. وزاد قائلا: "تخوف الناس من المرض منطقي، فلكلٍّ أسرته وأبناؤه، لكن المشكل يكمن في حجم التهويل الكبير". وأوضح الدغيمر أن "الوزارة وفرت جميع الإمكانيات والظروف المناسبة من أجل تشخيص المرض، وقامت بحملات توعوية ترتبط أساسا بالوقاية"، مشيرا إلى أنه لمس وعيا كبيرا لدى المغاربة، حيث صاروا "يستشيرون بشكل دائم أطباء العيادات الخاصة أو المستشفيات العمومية". وأوضح رئيس قسم المستشفيات بوزارة الصحة أن "المنظومة الصحية برمتها جاءت من أجل خدمة المواطن البسيط ذي الدخل الضعيف"، مشيرا إلى "توفر المغرب على 2865 مركزا صحيا، موزعة بشكل مضبوط على التراب الوطني، حيث وفرت لكل 25 ألف نسمة مركزا صحيا". وأردف الدغيمر أن "المغاربة يثقون في مهنيي قطاع الصحة من ممرضين وأطباء". وقال إن "الهدف من الخرجات الإعلامية للمسؤولين عن قطاع الصحة ليس هو التجميل، فهم يدركون حجم الصعوبات، بداية بنقص الموارد البشرية، وضعف تمويل المنظومة الصحية، فضلا عن إشكالية التدبير واستقلالية المراكز الاستشفائية". وبخصوص المواعيد الطبية، قال الدغيمر إن "هناك فعلا تأخرا في المواعيد بالنسبة إلى بعض التخصصات، لكن هذا يحصل أيضا في بعض دول شمال أوروبا، حيث يُمكن أن يُسلم المريض موعدا يتجاوز السنتين من الزمن". أما فيما يتعلق بالطب العام، فقال: "لا يمكن أن يكون هناك موعد بعيد، ف"سبيطار الحومة"، دائما مفتوح أمام المغاربة". وأكد رئيس قسم المستشفيات بوزارة الصحة أن "نظام المساعدة الطبية "راميد"، رغم كل الانتقادات والاختلالات التي تشوبه، جاء لدعم المنظومة الصحية"، مشيرا إلى أن "هناك إقبالا كبيرا على المستشفيات، والوزارة ستخلق صندوقا خاصا به، يحُول دون أن يشكل النظام عبئا كبيرا على ميزانية الدولة". وفي السياق ذاته، قال رضا شروف، وهو طبيب إحيائي، إن "تحليلات مرض "إنفلونزا الخنازير" متوفرة بمختلف المستشفيات العمومية"، مشيرا إلى أن هناك تهويلا إعلاميا ومؤسساتيا كبيرا بخصوص المرض. وزاد قائلا: "يجب إعادة الثقة لدى المواطن تجاه الخطاب الرسمي، ومنع كل من ليست له دراية بالموضوع عن الخوض فيه". وأضاف شروف، في مباشر هسبريس، أن "الأطباء المغاربة لهم كفاءة عالية، والدول الأخرى تشهد بذلك"، مشيرا إلى وجود سوء توزيع واضح للشغيلة، خصوصا أن أغلب الممارسين يرفضون الالتحاق بمستشفيات الهامش. وزاد قائلا: "حتى عندما تطلب وزارة الصحة فرصا جديدة، فالمالية تجيبها بأنها لم تستوف كل ما أعطي لها". وأشار الطبيب الإحيائي إلى أن "البنيات التحتية تعيش بدورها اختلالات يجب معالجتها". وانتقد العديد من مؤسسات التكوين في المهن الطبية، خصوصا التي تتعلق بالممرضين، مضيفا "في بعض الحالات نجد المؤسسة التي تكوّن في مجال الصحة تفتح ورشات أيضا للتكوين في الحلاقة".