الرباط.. انطلاق أشغال الدورة العادية ال34 للمجلس العلمي الأعلى    105 مظاهرات في 48 مدينة مغربية دعما لغزة ضد حرب الإبادة الإسرائيلية    ضبط لحوم فا.سدة ونقانق بالقصر الكبير موجهة للاستهلاك    زيارة ميدانية لعامل إقليم الجديدة إلى جماعة أولاد إحسين: تعزيز التنمية المحلية ومواجهة التحديات جواد المصطفى    لماذا يجب أن تدافع فرنسا بقوة أكبر عن بوعلام صنصال؟        افتتاح فعاليات الدورة ال21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش    صفعة جديدة لفرنسا من دولة إفريقية    البطولة... الوداد البيضاوي ينتصر على أولمبيك آسفي مرتقيا إلى الوصافة    روسيا تصف الوضع في حلب بالتعدي على سيادة سوريا    كوريا.. المخترع المغربي فؤاد فقيري يحرز الميدالية الذهبية بالمعرض الدولي للاختراعات بسيول    المغرب يواصل إصلاحا شاملا لنظامه القضائي يكرس المبدأ الدستوري للحق في الحياة (وهبي)    "في خطوة مفاجئة".. إعفاء عبد العزيز عدنان المدير العام ل (كنوبس) بسبب تمرده على قرارات الحكومة    التحالف التقدمي:متحدون ضد العنف ضد النساء    فليك يؤكد عودة لامين جمال إلى الملاعب بعد تعافيه من الإصابة    التعاون يجمع بين وهبي ووزير مصري    بينهم 3 لاعبين مغاربة.. الفيفا تعلن عن قائمة المرشحين لجوائز الأفضل لعام 2024        موعد انخفاض درجات الحرارة بالمغرب    دفاع الناصري يطلب استبعاد التنصت على المكالمات والمراقبة البنكية من الملف    أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي    40 مركزا للتكفل بمرضى السيدا في المغرب    المغرب يٍخلد اليوم العالمي لمكافحة "السيدا"    استخلاص مصاريف الحج بالنسبة للمسجلين في لوائح الانتظار من 09 إلى 13 دجنبر المقبل    تفكيك شبكة لتهريب المخدرات بواسطة مسيرات أوكرانية من المغرب إلى إسبانيا    مراكش: ارتفاع ليالي المبيت السياحية ب12 في المائة عند متم شتنبر الماضي    أكادير.. بحضور وزير الصحة، التوقيع على ميثاق التزام لتقليص العدوى الجديدة المرتبطة بالسيدا والأمراض المنقولة جنسياً    أكاديمية المملكة تبحث رهانات الترجمة    "على الهامش" يواصل التألق في القاعات السينمائية في الأسبوع العاشر على التوالي    الهدر المدرسي يتهدد التلاميذ جراء تأخر بناء أقسام هدمها "زلزال الحوز"    هذا تاريخ المرحلة الثانية من استخلاص مصاريف الحج    أسعار النفط تتجه لإنهاء الأسبوع على انخفاض بأكثر من 3%        معتقلو "حراك الريف" بسجن طنجة2 يشتكون من خطر يهدد صحتهم        ارتفاع أسعار الذهب وسط تراجع الدولار        مهرجان أماناي الدولي للمسرح بورزازات يكشف عن أسماء لجنة التحكيم والعروض المسرحية المشاركة وعن جوائز المنافسة    موسم الهجرة نحو الفرح في زاكورة …جمال الطبيعة بنكهة الإبداع السينمائي    «آثار « للمخرجة مجيدة بنكيران يحصل على تنوية لجنة تحكيم مهرجان سينما المدينة بفاس    وفاة شاب إثر تسمم غذائي في محل للأطعمة الجاهزة بأكادير    تشاد تنهي اتفاق التعاون الدفاعي مع فرنسا        كلامْ.. ليْس للرَّأي النَّعامْ ! (الجزء الثالث)    واتساب يدمج التخصيص مع إعادة التوجيه..إليكم تفاصيل الميزات الجديدة    المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية يفوز وديا على نظيره البوتسواني (3-1)    الجيش الإسرائيلي يحظر انتقال السكان اللبنانيين إلى مجموعة من القرى جنوب البلاد    الصناعات التحويلية.. ارتفاع الأثمان عند الإنتاج بنسبة 0,2%    المخرج العالمي مارتن سكورسيزي: "ناس الغيوان" أبهرتني وأصبحت مصدراً للإلهام في مشواري الفني    يوسفية برشيد يبحث عن ذاته في موقعة متكافئة أمام أولمبيك الدشيرة    روسيا تعلن إسقاط 47 مسيّرة أوكرانية    خميس الحكامة يعود إلى الدار البيضاء والرميلي: المدينة على أبواب التحول إلى "متروبولية" ضخمة    علماء يكشفون عملية تصنيع قطعة أثرية يعود تاريخها إلى 3600 عام    أسماء مغربية تتألق في "يوروبا ليغ"    تلوث الهواء الناتج عن الحرائق يتسبب في 1.5 مليون وفاة سنوياً حول العالم    أهمية التطعيم ضد الأنفلونزا أثناء الحمل    حوار مع جني : لقاء !    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجيب محفوظ دخل دائرة الإلحاد في أيامه الأخيرة
نشر في هسبريس يوم 19 - 01 - 2008

بعيدا عن المواضيع السياسية والاجتماعية قررت اليوم أن أتطرق لقضية آلمتني كثيرا وخاصة عندما تفتت أمامي هرم شامخ على الأرض وأصبح بركة موحلة تحيط بها القذارة من كل جانب ... ""
تأسفت كثيرا لشخصية نجيب محفوظ التي كثيرا ما تفاخرنا بأنه منا ونحن منه ، كاتب كبير عربي مسلم ترجمت له العديد من رواياته إلى لغات أجنبية كالفرنسية والإنجليزية .
أعجبت بأفكاره في رواياته العديدة كمصر القديمة، همس الجنون ، خان الخليلي، بداية ونهاية، قصر الشوق وغيرهم من الروايات.
إلا أن روايته )أولاد حارتنا( كانت حالة خاصة ،فقد تمت مصادرتها ووقف نشرها من طرف لجنة مكونة من مشايخ الأزهر من جهة ومن جهة أخرى نالت جائزة نوبل سنة 1988.
تناقض كبير ما بين أن تمنع رواية من النشر وفي نفس الوقت تنال أحسن جائزة عالمية .
دفعني فضولي أن أبحت عن هذه الرواية ،ومما أجج حماسي هو تعرض الكاتب ،بسببها، لطعنة سكين من طرف من اعتبره ملحدا لابد من قتله .
قرأت صفحاتها 364 وكنت أتوقف ما بين الصفحة والأخرى، لأستغفر لهذا الملحد الذي أخذ القرآن الكريم بما فيه من قصص أنبياء ليجسدهم في أشخاص عاديين بل تجرأ على الله عز وجل وجسده في شخصية سماها الجبلاوي.
وملخص الرواية أن الجبلاوي ،وهو رب أسرة يعيش رخاءا ويسرا،في بيته المحاط بسور عالي يمتد على مساحة واسعة نصفها الغربي عبارة عن حديقة ما رأت العين أجملها ،يجمع أبناؤه ببهو المنزل ويزف ليهم خبر تكليف ابنه الصغير أدهم (وهذا الاسم واضح المعنى إذا أزلنا حرف الهاء الزائد للتمويه) ليدير الوقف لكون أدهم على دراية بطباع المستأجرين ويعرف أكتر أسمائهم .
جميع الإخوة تقبلوا الخبر بصدر رحب إلا إدريس الذي رفض القرار بشدة وأظهر جحودا وعقوقا للجبلاوي فتم طرده من المنزل .
يعيش أدهم مقسما حياته بين إدارة الوقف والجلوس في الحديقة يمتع عينه بسحرها الغلاب والعزف على الناي.
)إلى أن وقف يوما ينظر إلى ظله الملقى على الممشى بين الورود ،فادا بظل جديد يمتد من ظله وأشياء بقدوم شخص من المنعطف خلفه ،بدأ الظل الجديد كأنما يخرج من موضع ضلوعه ،والتفت وراءه فرأى فتاة سمراء وهي تهم بالتراجع.....( صفحة 10
كان الظل لأميمة أبنة أحد أقاربه الدين يسكنون بالبيت ،يحبها أدهم ويتزوجها ويعيشان في سعادة .....
إلا أن إدريس يتقرب منه في إحدى المرات وهو خارج الدار، ويطلب منه مستعطفا أن يفتح أحد الصناديق، المحرم على الجميع رؤية ما بداخله ،ويستطلع من أوراق الجبلاوي عن الوصية حتى يستكشف له إذا كان أبوه قد خصه بميراث أو حرمه.
يتردد أدهم كثيرا في دخول محراب أبيه وفتح الصندوق ،إلا أن أميمة زوجته تشجعه على القيام بذلك ،هدفها الإطلاع على ما في الوصية حتى تطمأن هي الأخرى على مستقبلهما بعد وفاة الأب.
يكتشف أمر أدهم وهو داخل المحراب ويتم طرده وزوجه خارج الدار وينصبان كوخ في الخلاء قرب البيت الكبير طامعين أن يغفر لهما الجبلاوي ويعيدهما .
فيجاوران كوخ إدريس الذي رقص فرحا وهو يرى أدهم وزوجته يطردان من النعيم .
يشتغل أدهم بائع خضر على عربة متنقلة ،فتقصى عليه الظروف وهو الذي تعود على حياة الرخاء ،فيوجه كلامه إلى الجبلاوي في صمت.
) لمادا كان غضبك كالنار تحرق بلا رحمة ؟لمادا كانت كبرياؤك أحب إليك من لحمك ودمك ؟وكيف تنعم بالحياة الرغيدة وأنت تعلم أننا نداس بالأقدام كالحشرات ؟والعفو واللين والتسامح ما شأنها في بيتك الكبير أيها الجبار؟ ( صفحة 193
تمر الأيام وتلد أميمة طفلين قدري وهمام وينشأن على تربية الأغنام إلى أن يقتل قدري أخوه ويدفنه غيرة على ابنة عمه إدريس.....
ويستمر نجيب في تجسيد شخصيات عديدة،و إعطائها أسماء،أصغر طفل يستطيع أن يفهم لمن ترمز...
كجبل الذي عاصر نفس الظروف التي عاصرها نبي الله موسى ، ولقاءه مع جده الجبلاوي الذي أمره بمواجهة الأفندي (فرعون) وتحرير أبناء حارته من الظلم.
لينتقل بعده إلى قصة رفاعة والتي تتطابق مع قصة سيدنا عيسى عليه السلام وقاسم مع خاتم النبيين .
وما استفزني كثيرا قول الكاتب نجيب محفوظ في افتتاحيته:
)إن الذين حاولا قتلي فسروا الرواية حسب هواهم الشخصي ثم قرروا طبقا لهذا التفسير إنني مرتدا يجب إباحة دمه دون محاكمة ( .
لا يمكن لأحد أن يخفي الشمس بالغربال ...فالكاتب حول أشرف خلق الله وأسماهم إلى صعاليك وفتوات .
بصفة عامة الرواية تحريف للقرأن من الجلدة إلى الجلدة مع إدخال كلمات نابية وسفيهة ، ومجملها نسخا شبه مطابق لقصة الخلق والأنبياء ،كما سبق ذكره، تتعرض بشكل واضح للذات الالهيه في صورة بطل الرواية الجبلاوي الذي عاصر حياة جميع أحفاده .
ليس صدفة ولكن عمدا والدليل ما ذكر على لسان مؤلف الرواية وهو طريح الفراش بعد محاولة اغتياله إذ سألته الممرضة عن حالته الصحية فداعبها قائلا: "يظهر أن الجبلاوي راض علي".
دخل نجيب محفوظ إلى دائرة الإلحاد في أرذل عمره وقبل وفاته بقليل ،وحصل على أكبر جائزة يطمع كل كاتب الفوز بها .
والثابت حاليا أن كل كاتب يرغب في الدخول إلى التاريخ بالفوز بجائزة نوبل إلا البحت في كل ما هو ديني وتحريفه حسب هواه وبشكل يرضي إسرائيل ،فبالتأكيد سينالها لما للصهيونية العالمية من نفوذ على الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة حتى تشجع الكتاب العرب على مزيد من التساقطات في دوائر الإلحاد .
هدفي من هذا المقال ليس النبش في ذكريات الأموات ،ولكن تحديد الأسباب التي من أجلها يعطف علينا الكيان الصهيوني ويمنحنا جوائز مثل جائزة نوبل ليس لسواد عيوننا أو لعبقريتنا ولكن لما سبق ذكره.
وكما أن هناك أعمال تبقى خالدة شاهدة على عبقرية الكتاب و إبداعاتهم هناك أعمال تضل هي الأخرى شاهدة على جرائمهم في حق الدين وفي حق الإنسانية.
و إذا كانت كل الأموات تذكر بخير ،فحالة نجيب محفوظ استثناء وحالة شاذة لا فرق بينه وبين السفاح شارون.
يوسف كرمي
انتظروا مني مقالات أخرى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.