قالت نزهة الوفي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، اليوم من مدينة الرشيدية، "نحن عازمون وملتزمون وملزمون بإنجاح تنزيل الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة على المستوى الترابي وضمان امتلاكها من قبل جل الشركاء والسلطات الترابية". وتأتي زيارة الوفي لهذه الجهة في إطار تتبع تنفيذ برامج ومشاريع البيئة والتنمية المستدامة على المستوى الترابي، وتسريع وتيرة إنجازها. وأعربت كاتبة الدولة في مستهل كلمتها عن سعادتها بإطلاق الأوراش الطموحة بالجهة، التي تأتي في إطار مسلسل تنفيذ برامج عدة بجهة درعة تافيلالت، بما فيها استراتيجية الطاقات المتجددة، خصوصا الطاقة الشمسية، التي تدخل في إطار التوجيهات الملكية. وأشارت الوفي إلى السياق الدولي المؤطر علاقة بهشاشة الجهة بفعل التغيرات المناخية، حيث ذكرت ببعض نتائج تقرير مجموعة الخبراء الدوليين في مجال المناخ (GIEC) ، الذي ألح على تسريع أخذ القرارات وتنزيل البرامج التزامات الدول فيما يخص الحد من آثار التغيرات المناخية، من أجل إنقاذ المنظومات الإيكولوجية، وفي مقدمتها الواحات والجزر. وذكرت كاتبة الدولة في هذا الإطار بزواج القرارات السياسية والتقنية لتقرير GIEC، فيما يخص استعجالية تفعيل الالتزامات الدولية، مضيفة أن "المغرب اليوم أثبت انخراطه في احترام الالتزامات الوطنية والدولية، ولا أدل على ذلك المراتب المتقدمة التي حظي بها، والخاصة بمؤشرات احترام البيئة والتنمية المستدامة". وفيما يخص برامج التأهيل البيئي، قالت الوفي إن "كتابة الدولة رصدت اعتمادات مالية هامة لتنزيل جل الأوراش، وهو ما مكنها من تخطي التعثرات الحاصلة في السنوات الماضية". وتطرقت كاتبة الدولة إلى التأخير الذي سجل منذ سنة 2010، والمتعلق بالمخططات المركزية لتدبير النفايات لأقاليم هذه الجهة، مضيفة أن "هذه النتيجة جعلت تدبير النفايات أولوية الأولويات، حيث تم إنجاز 5 مخططات مديرية خلال سنة 2018. كما سيتم خلال 2019 إنجاز هذه المشاريع الخاصة بمراكز الطمر وتثمين النفايات، بما في ذلك مراكز التحويل والفرز بالرشيدية التي ستكلف 50 مليون درهم، وزاكورة 15 مليون درهم، وتنغير 320 مليون درهم، وهو ما مجموعه 85 مليون درهم. ومن المرتقب رصد 30 مليون درهم لمدينة ميدلت في أفق 2020 وما مجموعه 53 مليون درهم خلال 2021-2022 بتأهيل واغلاق المطارح العشوائية لكل من مدينة الرشيدية، تنغير وزاكورة بعد إنجاز واستغلال مراكز الطمر وتثمين النفايات". وفيما يخص برنامج التطهير السائل، نوهت كاتبة الدولة بالمجهودات المثمرة في هذا المجال، مشيرة إلى "تطوير هذا البرنامج إلى برنامج مندمج يشمل التطهير السائل بالعالمين الحضري والقروي (1207 جماعة صاعدة)، مع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في الري، خصوصا بهذه المنطقة التي تعرف شحا وندرة في المياه تفاقمت بفعل آثار التغيرات المناخية". وعرف اللقاء تقديم مشروع OASIL لتأهيل المنظومة البيئية والزراعية لواحات درعة تافيلالت، وهو مشروع للمنتخبين والنواب والقطاع الخاص والمجتمع المدني وممثلي الغرف الفلاحية، وثمرة شراكة بين كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات (الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان) ومنظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة ووكالة التنمية الفلاحية والمعهد الوطني للبحث الزراعي. وسيتم إنجاز هذا المشروع من طرف لجنة توجيهية ترأسها كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، وتقدر كلفته ب49,9 مليون دولار أمريكي للسنوات الخمس (2017-2021)، ويهم 21 جماعة قروية، و3 جماعات حضرية بجهة درعة تافيلالت. وبعد نقاش مستفيض من طرف مختلف رؤساء الجماعات الترابية والمجتمع المدني، الذين أشادوا بالمجهودات القيمة لكتابة الدولة، وبروح الالتزام والمسؤولية التي طبعت مختلف تدخلاتها، واستعدادها لمتابعة الانخراط المستمر في تدبير الشأن البيئي من أجل تنمية مستدامة، توّجت أشغال هذه الحصة بتوقيع اتفاقية شراكة من قبل كاتبة الدولة ووالي جهة درعة تافيلالت ورئيس الجهة، تهدف إلى تكثيف الجهود الرامية إلى تنزيل الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة على الصعيد الجهوي. وخلال الفترة الزوالية، قامت الوفي، بمعية الوالي ورئيس الجهة والوفد المرافق، بزيارة ميدانية لموقع مركز طمر وتثمين النفايات لمدينة الرشيدية المقترح في إطار المخطط المديري لتدبير النفايات، لتفقد مواقع المنشآت المكونة للمشروع، وهي طريق الولوج، السياج، مركز الفرز، الأحواض ووحدات التثمين. كما تمت مناقشة إنجاز واستغلال هذا المركز ابتداء من دراسات الجدوى، دفتر التحملات والتدبير المفوض... وقام أعضاء الوفد بزيارة مقر المديرية الجهوية للبيئة، حيث تم توزيع معدات وأجهزة سمعية بصرية ومدعمات للتواصل والتحسيس على النوادي البيئية، في إطار برنامج التربية البيئية الذي تسهر عليه كتابة الدولة بمعية شركائها. وذكرت الوفي بهذه المناسبة بأهمية التوعية والتحسيس وترسيخ مبادئ التنمية المستدامة لدى جميع شرائح المجتمع، حيث ثمنت المجهودات القيمة، التي تقوم بها المؤسسات التعليمية وجل الشركاء العاملين في ميدان التربية والتحسيس، والتي من شأنها الإسهام في إذكاء روح الحس البيئي والسلوك الحضاري لدى الناشئة والأجيال المستقبلية. وفي نهاية اللقاء، تمت دعوة كاتبة الدولة والوالي ورئيس الجهة إلى غرس "شجرة النخيل رمز الشموخ والعطاء ومواجهة التحديات بمختلف أشكالها".