توجت جماعة طنجة، قبل أيام، المهندسين الإسبانيين ألفارو ميغل مايسترو وماسييج سوطولا بالجائزة الأولى كأحسن نموذج لترميم وإعادة تأهيل معلمة "بلاصا طورو" بطنجة. جاء ذلك إثر إسدال الستار على المرحلة الأولى من مشروع ترميم وإعادة تأهيل "بلاصا طورو"، التي كانت بتعاون مع جامعة فالنسيا الإسبانية، في انتظار الانتقال إلى المرحة الثانية، وهي أجرأة الشكل الهندسي على أرض الواقع بطريقة تشاركية مع كل المتدخلين والفاعلين، سواء المحليين أو الأجانب. وكانت جماعة طنجة، بتعاون مع مدينة وجامعة فالنسيا، قد أعلنت في شهر شتنبر الفارط عن مسابقة دولية "لتقديم أحسن نموذج لترميم وإعادة تأهيل المعلمة التاريخية "بلاصا طورو". وعرفت المسابقة مشاركة مهندسين ومتخصصين في ترميم المعالم التاريخية. خطوة باركها مجموعة من الجمعويين في إطارها العام، مع مخاوفَ من أن يتوقف المشروع في هذه الخطوة، خصوصا أن المعلمة ظلت مهملة طيلة عقود دون أي تدخل من طرف أي جهة، قبل أن تقوم وزارة الثقافة سنة 2016 بتصنيفها رسميا ضمن المآثر التاريخية. وفي هذا الصدد صرّح عدنان المعز، رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية، قائلا: "كمركز متخصص نثمن مثل هذه المبادرات في ترميم المآثر التاريخية، خصوصا أن من فاز بالرتبة الأولى هو مهندس إسباني، وبالتالي سنستفيد حتما من التجربة الإسبانية في ترميم مثل هاته المآثر التاريخية، وساحتا الثيران بمدينتي بلباو وبرشلونة شاهدتان على ذلك". لكن هذا الارتياح، من وجهة نظر المعز "قد يقض مضجعه تخوف من المقاولة التي ستعمل على إنجاز هذا التصميم، مما يجعلنا نطالب جماعة طنجة بمزيد من الدقة والجودة في اختيار من سيقوم بتنزيل التصميم". وأضاف رئيس مركز ابن بطوطة أن استغلال الحساب الخصوصي لأموال الدوق ذي طوفار من أجل ترميم هاته المعلمة "أمر يحسب للجماعة، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تعبئة أموال إضافية من أجل ترميم أمثل، يليق وعدم السقوط في أخطاء ارتكبت في ترميم معالم مماثلة بمدينة طنجة، ولم تحظ برضا المختصين والمتتبعين". حري بالذكر أن معلمة "بلاصا طورو" شيدت من طرف الإسبان سنة 1950، حيث صممت هذه الساحة لتتسع لأزيد من 11 ألف متفرج. وشهدت الساحة، منذ افتتاحها، حضور أشهر مصارعي الثيران بإسبانيا ودول أمريكا اللاتينية آنذاك، وكانت تستقطب إليها الإسبان المقيمين بمدن شمال المغرب، خاصة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي. وبعد حصول المغرب على استقلاله سنة 1956 أصبحت عروض مصارعة الثيران نادرة في الساحة، قبل أن تقفل نهائيا مطلع سنة 1970.