تنافس محموم تشهده صفقة تدبير قطاع النقل العمومي عبر الحافلات بمدينة الدارالبيضاء، بعدما أعلنت مؤسسة التعاون بين الجماعات عن إنهاء عقد التدبير المفوض لتسيير قطاع النقل الحضري عبر الحافلات، الموقع منذ سنة 2004 مع شركة "مدينة بيس"، حيث توصل المجلس الجماعي بالعديد من طلبات العروض من قبل شركات دولية في كل من إسبانيا وفرنسا. ودخلت شركة "ألسا" الإسبانية على خط صفقة التدبير المفوض للنقل الحضري عبر الحافلات بالعاصمة الاقتصادية، إذ تقدمت بملفها بخصوص طلب العروض منذ شهر دجنبر الماضي، من خلال اقتراحها تزويد "الغول الاقتصادي" بنحو 700 حافلة جديدة، مما سيسمح بزيادة عدد المُتنقلين في حافلاتها الجديدة إلى 200 مليون شخص في الدارالبيضاء وحدها، وفق ما نقلته صحيفة "Expansión" الإسبانية. وأشارت الجريدة الإسبانية إلى كون صفقة التدبير المفوض للنقل الحضري عبر الحافلات من المرتقب أن تشهد منافسة شديدة بين الشركة الإسبانية "ألسا" وبعض الشركات الفرنسية، على رأسها "RATP" و"Transdev". وبخصوص تدبير المرحلة الانتقالية، قال محمد بورحيم، نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بقطاع النقل، إن "المجلس عمد إلى إنهاء العقد، الذي يجمعه بشركة "مدينة بيس"، بسبب الاختلالات التي سُجلت على مستوى تدبيرها للنقل العمومي بالعاصمة الاقتصادية، وهي النقاط التي تطرق إليها عمدة المدينة بشكل مفصل خلال الندوة التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي". وأضاف بورحيم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العمدة هو المخوّل له تدبير المرحلة المقبلة، على اعتبار أن العقد الثنائي بين مجلس مدينة الدارالبيضاء والشركة سوف ينتهي بشكل تلقائي في شهر أكتوبر من الموسم الجاري، بعدما قرر المجلس عدم التجديد لها". وأوضح نائب العمدة المكلف بتدبير قطاع النقل بالدارالبيضاء أن "دفتر التحملات هو الذي سيحدد الشركة الجديدة، التي ستتولى إدارة هذا المرفق العمومي في شهر أكتوبر المقبل، عوض شركة "مدينة بيس"، التي تم إنهاء عقدة تسييرها لقطاع النقل الحضري عبر الحافلات، حيث ستتكلف شركة التنمية المحلية بتدبير المرحلة الانتقالية". من جهته، أكد عبد الكريم الهوايشري، الذي يشغل بدوره منصب نائب عمدة الدارالبيضاء، أن "الرئيس له جميع الصلاحيات من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لتدبير المرحلة الانتقالية، وفقاً لدفتر التحملات الموجود، وسنعمل على الإعلان عن الصفقة وفتح طلب عروض بغية دخول متعهد جديد سيتولى تدبير المرفق العمومي". وأكد الهوايشري، في حديثه مع هسبريس، أن "الشركة الحالية سوف ينتهي عقدها مبدئيا في نهاية أكتوبر المقبل، وسيفسح ذلك المجال للشركة الجديدة لتدبير القطاع إن لم تقع أي تطورات جديدة. لكن الأساسي أن المجلس أنهى العقد الذي يجمعه بها، وستشهد الدارالبيضاء مرحلة جديدة". وقد تعذر الاتصال بعبد العزيز العماري، عمدة الدارالبيضاء، بعدما ظل هاتفه يرن بدون رد. وكان العماري قد أبرز، في تصريح سابق أدلى به لهسبريس، أن "المرحلة المقبلة ستعرف الإعلان عن طلب عروض دولي يشمل جميع المقاولات؛ ومختلف الشركات الوطنية والدولية مدعوة في هذا الصدد. كما قمنا بتعديل مرن يهدف إلى توسيع دائرة التنافس، عبر الاقتصار على عقد يتضمن الاستغلال والاستثمارات، أو مجرد عقد يشمل الاستغلال فقط". وأضاف عمدة المدينة أن "المجلس توصل بطلبات عروض جارية عن طريق شركة الدارالبيضاء للنقل (شركة للتنمية المحلية)، حيث سنعمل على شراء 350 حافلة، بناء على طلب عروض منشور في الموقع الرسمي للمجلس، ثم طلب عروض ثانِ يهدف إلى اقتناء 350 حافلة أخرى لتسهيل الأمر على المستثمر، مما سيجعل الاستثمار العمومي يتحمل عبء الاستثمار في سبيل شراء الحافلات من أجل ضمان الخدمات المناسبة".