رفع عدد من المحتجين المغاربة، مساء اليوم الثلاثاء، شعارات تُطالب برحيل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتتضامن مع حركة "السترات الصفراء"، أمام مقر سفارة باريس بحي أكدال بالعاصمة الرباط. وشارك هؤلاء المحتجون في وقفة رمزية دعت إليها الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، انضم إليها يساريون وحقوقيون، لإعلان تضامنهم مع "الشعب الفرنسي وحركة "السترات الصفراء"، التي تحتج منذ أسابيع في عدد من المدن الفرنسية. ورفع هؤلاء شعارات، من بينها "لا ماكرون لا ترامب.. الكرامة للشعوب"، و"كلنا السترات الصفر ضد الرأسمالية"، إضافة إلى شعارات تطالب برحيل الرئيس الفرنسي: "ماكرون استقل.. ماكرون ارحل"، و"الديمقراطيون المغاربة متضامنون مع حركة السترات الصفراء ومع الطبقة العاملة". وقال معاذ الجُحري، عضو لجنة المتابعة للشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، في تصريح لهسبريس، إن هدف الوقفة الرمزية هو "إعلان التضامن مع الشعب الفرنسي الذي يقود حركة شعبية احتجاجية واسعة عبر السترات الصفر". وأضاف قائلاً: "نحن هنا لنستنكر سياسة ماكرون، الذي سُمي عن حق رئيس الأغنياء، لأنه يعتمد سياسة التقشف والليبرالية المتوحشة التي أفقرت الشعب الفرنسي، ولذلك خرج إلى الشارع للاحتجاج". وأوضح الجُحري أن سلطات فرنسا نهجت "سياسة القمع الهمجي ضد المتظاهرين، ونتج عن ذلك بضعة آلاف من المصابين ووفاة 11 محتجاً"، مشيراً إلى أن "هذا القمع يمارس في بلد مُصنف ضمن البلدان الديمقراطية". وقال إن هذا الأمر "لا يمكن السكوت عنه، ولذلك نريد إيصال رسالتنا إلى الدولة الفرنسية". من جهته، قال مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي اليساري، إن هذه الوقفة الرمزية "تعبير عن التضامن مع الشعب الفرنسي في نضاله الاجتماعي والسياسي". وزاد قائلاً: "مع الأسف هذا النضال يُواجَه في بلاد الحرية والأنوار بالقمع الشرس الذي نتج عنه ضحايا". وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية الرمزية في الرباط تزامناً مع تنظيم الكونفدرالية العامة للعمل بفرنسا و"السترات الصفراء" وأحزاب يسارية فرنسية، اليوم الثلاثاء، إضراباً وطنياً للمطالبة بزيادة الأجور والعدالة الضريبية وحرية التظاهر. وتزامن هذا الإضراب مع تصويت البرلمان الفرنسي على قانون "مكافحة المشاغبين"، الذي يمنح مسؤولي الإدارات المحلية إمكانية منع التظاهرات، وهو قانون يُثير انتقادات حادة من قبل النقابات.