عقد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الثلاثاء، أولى مباحثاته المتعلقة بتطورات ومستجدات ملف الصحراء بعد جولة المحادثات التي احتضنتها جنيف السويسرية يومي 05 و06 دجنبر الماضي، من خلال جلسة مشاورات مغلقة ترأستها جمهورية الدومينيكان. وفي هذا الإطار، ناقش أعضاء مجلس الأمن الدولي ال15 إحاطة هورست كولر، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، الذي كشف آخر مستجدات عملية إذابة الجليد بين أطراف النزاع ومدى تقريب وجهات النظر فيما بينهم، منذ توليه عملية التسوية السياسية، وصولا لجمعهم حول طاولات الحوار الأخيرة بالعاصمة السويسرية جنيف الشهر الماضي. وحسب معطيات حصرية حصلت عليها هسبريس من مصادر دبلوماسية، فإن هورست كولر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، يعتزم عقد اجتماعات أحادية مع الأطراف الأربعة المعنية بالنزاع شهر فبراير المقبل، قبيل إطلاق الجولة الثانية من المحادثات التي تجمع كل من المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو بقصر الأممالمتحدةبجنيف شهر مارس المقبل. وأضافت المصادر أن أعضاء مجلس الأمن قد أجمعوا، خلال تقديم الإحاطة الأممية الخاصة بنزاع الصحراء، على تأييدهم ودعمهم الكامل للجهود التي يقدمها الوسيط الألماني هورست كولر برعاية منظمة الأممالمتحدة، من أجل إيجاد حل عادل ومقبول للقضية المعمرة، مشيدين في الوقت ذاته بسهر أنطونيو غوتريس، الأمين العام للأمم المتحدة، على حيثيات وتطورات النزاع. وفي هذا الصدد، يرى هشام معتضد، الأستاذ الباحث في جامعة شيربروك الكندية، أن "تحديات المرحلة المقبلة من لقاء مجلس الأمن حول الصحراء تتجلى في مدى تماسك جل مكونات الأطراف المشاركة في المحادثات حول الإرادة الحقيقية لإيجاد حل سياسي توافقي يحترم القرارات الأممية في هذا الباب" لافتا إلى أن "الجولة الأولى من المحادثات ليست سوى جس نبض الأطراف المشاركة ومدى استعدادها للانخراط الفعلي لإنجاح هذه المبادرة الأممية"، مضيفا أن " لقاء الجولة الثانية من المحادثات شهر مارس سينكب على دراسة إمكانية وضع اللبنات الأولى التي ستؤسس لمشوار المحادثات الخاصة بإيجاد تسوية حقيقية للملف". وزاد الخبير في النزاعات الإقليمية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "إذا كانت التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي أبانت عن مدى الاستعداد الجدي والانخراط الكامل للأمم المتحدة لضبط رهانات هذا الملف، فإن بعض الخروقات الميدانية والاستفزازات الأرضية لبعض الأطراف المعنية بالنزاع قد تعرقل مسار التطورات الإيجابية التي قد تتخذه هذه المحادثات"، مؤكدا أن "الجولة الثانية مصيرية وذات وزن إستراتيجي لمراجعة بعض التجاوزات التي ميزت المرحلة بين الجولتين". وتعليقا على تأثير البيت الأبيض في تطورات النزاع، صرح معتضد بأنه "إذا كان للضغط الأمريكي دور مهم في خلق نوع من الدبلوماسية الواقعية للتأثير على جل الأطراف المعنية بالنزاع، فإن الأممالمتحدة حافظت منذ بداية الجولة الأولى على الدفع بمسار التسوية في الاتجاه الذي يحترم القرارات المتعلقة بالملف وتكريس ضمان تطبيق القانون الدولي والأعراف الدولية". واسترسل الباحث في جامعة شيربروك الكندية في القول بأنه "إذا كانت المحادثات تشكل فرصة جديدة لإحياء مسار التسوية في إطار أممي يُؤْمِن بالدبلوماسية التواصلية كخيار أساسي لإيجاد حلول واقعية وجادة للنزاع، فإن أي فشل قد يهدد التطورات المتعلقة بهذه المحادثات قد ينقل حل النزاع من مساره الدبلوماسي الأممي إلى طاولة قد تهدد الأمن الإقليمي في المنطقة، خاصة أن بؤرة النزاع تعد من الأماكن ذات التركيبات المعقدة من الناحية الجيوستراتيجية".