قال مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، إن مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو جاء ضمن مشاركته في اللجنة التحضيرية للقمة العالمية للشعوب، المنتظر أن تحتضنها البلاد الشهر المقبل، بحضور الأحزاب الشيوعية واليسارية من العالم. وأضاف البراهمة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "مشاركتنا مُشرفة لحزب النهج الديمقراطي، ونحن ندعم الرئيس مادورو باعتباره رئيساً مدافعاً عن التحرر الوطني وضد الإمبريالية الأمريكية التي تفرض عليه حصاراً نتج عنه تجويع للشعب الفنزويلي". وأشار زعيم حزب النهج المغربي إلى أن "مادورو اليساري يواجه حصاراً بسبب إعلانه خيارات اقتصادية من خلال ربط علاقات مع دول البريكس، من ضمنها روسيا والصين، وهي دول لا تربطها علاقة جيدة بالولاياتالمتحدةالأمريكية". وتسببت مشاركة البراهمة في حفل تنصيب مادورو رئيساً لفنزويلا في تعرضه لانتقادات بسبب دعم البلد لجبهة البوليساريو، هذا الأمر رد عليه المتحدث بالقول: "موقف مادورو بخصوص الصحراء هو حق تقرير المصير، وهذه مسألة لا ينفرد بها، بل هو موقف عدد من الدول، وهو أيضاً موقف الأممالمتحدة، وسبق للمغرب أن قبله سنة 1981 في نايروبي". وأقر البراهمة بأن فنزويلا تعيش وضعاً اقتصادياً صعبا بسبب ما اعتبره "حصاراً من المعسكر الغربي، خصوصاً الإمبريالية الأمريكية، وانخرط فيه مختلف الرأسماليين والشركات المرتبطة بأمريكا"، مضيفا أن "سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية جعلت العائد الأساسي من البترول لفنزويلا يتقلص بشكل كبير". وأضاف البراهمة: "هناك وضع اقتصادي صعب، لكن مادورو يحظى بدعم الفئات الشعبية والكادحة .. رأيتهم في المظاهرات بشوارع العاصمة كاراكاس يدافعون عن رئيسهم واستقلال قرار بلدهم". اليساري شدد على أن "مادورو فاز في الانتخابات الرئاسية ب56 في المائة، وهذه النتيجة حققها بشكل ديمقراطي رغم الحصار، والدعم القوي الذي حظي به منافسه اليميني خوان غوايدو، رئيس البرلمان، من طرف أمريكا وأذنابها في أمريكا اللاتينية"، حسب تعبيره. وأوضح البراهمة أن الانتخابات البرلمانية أعطت الأغلبية لليمين، وهو ما طرح إشكالاً في تنصيب مادورو، وزاد: "بدل أن يتم تنصيبه في البرلمان تم ذلك أمام المحكمة الدستورية، وهذا الأمر يتيحه الدستور الفنزويلي". ويرى البراهمة أن "هناك وضعية انتقالية حقيقية في فنزويلا توازيها إرادة الرئيس مادورو والقوى الديمقراطية التقدمية الحية تجاوز الوضع، بفضل الوعي الكبير لدى الشعب الفنزويلي، وانخراطه في الدفاع عن اقتصاد بلاده واستقلاله". ونال خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، بدعم ترامب وبعض الدول الأخرى، لكن البراهمة قال إن "هذا الأمر بمثابة انقلاب تقوم به أمريكا بدفعها رئيس البرلمان لكي ينصب نفسه رئيساً، رغم وجود رئيس ودون طعن لدى المحكمة الدستورية في الانتخابات". لكن البراهمة يرى أن "المؤشرات تشير إلى أن هذا الانقلاب فاشل"، وربط ذلك ب"التفاف الشعب حول مادورو، إضافة إلى أنه يحظى بدعم كامل من العسكر"، وقال: "لا ننسى أن قائد الثورة البوليفارية هوكو شافيز كان عسكرياً، وبالتالي فالعسكر يدعم هذه الحركة الانعتاقية من الهيمنة الأمريكية". وبخصوص علاقة حزب النهج الديمقراطي المغربي بحزب مادورو، "حركة الجهورية الخامسة"، قال البراهمة إنها جاءت في إطار التحضير الجاري منذ سنتين لتأسيس أممية جديدة للشعوب؛ ستعلن نفسها في لقاء سينظم الشهر المقبل في فنزويلا، وسيحضرها ألف ممثل للأحزاب الشيوعية واليسارية في العالم وقوى التحرر الوطني. وأشار البراهمة إلى أن هذه الأممية موزعة على خمس مجموعات للتمثيل الدولي، بحضور القارات الأمريكية والأوروبية والآسيوية والإفريقية، وأورد أنه استطاع مع حزب العمال التونسي فرض منطقة خاصة بالعالم العربي. وخصص لهذه المنطقة، حسب البراهمة، 160 مقعداً، سيحضرها إلى حد الساعة 114 عضواً من 14 دولة عربية من أصل 25 في المجموعة. وسوف يمثل المغرب في هذه الأممية حزب النهج الديمقراطي.