مستجدّات جديدة شهدتها، اليوم الأربعاء، محاكمة الصحافيين الأربعة الذين رفع عليهم حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، شكاية بتهمة "نشر معلومات عن لجنة تقصّي الحقائق حول التقاعد"، حيث تبيّن أن عزيز بنعزوز، رئيس لجنة تقصّي الحقائق، قد سرّب تسجيلا لجلسة استماع إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بأمر من حكيم بنشماش. محمد أحداد، أحد الصحافيين موضوع الشكاية، قال إن "أهمّ ما عرفته جلسة اليوم، المنعقدة بالمحكمة الابتدائية بالرباط، هو اكتشاف أن عزيز بنعزوز قد سرّب قرصا عليه تسجيل جلسة مناقشة تقرير لجنة تقصي الحقائق حول صندوق التقاعد طيلة ساعاتها الثلاث بأمر من بنشماش، وأعطاه للفرقة الوطنية للشرطة القضائية"، واصفا هذا الأمر بكونه "منافيا للقانون". وذكر أحداد أن تسريب تسجيل اللجنة قد سبّب "قربلة في جلسة المحاكمة"، مضيفا أن خالد السفياني، عضو هيئة دفاع الصحافيين الأربعة، تحدّث عن "الحاجة إلى تحقيق جنائي" في الأمر؛ بينما قال عبد اللطيف وهبي، عضو هيئة الدفاع، إن هذه "فضيحة في تاريخ المغرب". وحدّد موعد الجلسة المقبلة في 27 فبراير المقبل، بعدما توقّفت جلسة الاستماع للصحافيين الأربعة: محمد أحداد، وعبد الحق بلشكر، وكوثر زكي، وعبد الإله سخير، في حين كان يتمّ الاستماع إلى عبد الحق حيسان، مستشار برلماني، الذي أُرجئ إتمام الاستماع إليه إلى الجلسة المقبلة. ووضّح عبد اللطيف وهبي، محام، أن الأمر يتعلّق بقرصين مدمجين قدّمهما رئيس لجنة تقصي الحقائق إلى الضابطة القضائية دون موافقة المكتب، ودون وجود أي وثيقة لموافقة المكتب أو المجلس، "على الرغم من أنّ هذا يدخل في الأسرار"، حسب المتحدّث. ووضّح وهبي أنه قد تمّ الاعتراض على هذا الفعل؛ لأن الوثيقة الوحيدة التي تصدر هي المحضر، وهي التقرير، وهو شيء بينما "تسريب المناقشات الداخلية شيء آخر". الخطوة المقبلة، حسب تصريح وهبي لجريدة هسبريس الإلكترونية، هي "توجيه رسالة إلى رئيس مجلس المستشارين، حتى يوضّحَ ظروف وملابسات خروج الأشرطة التي تسجّل نقاشات داخلية للجنة". وترجع قضية "بنشماش والصحافيين الأربعة" إلى توجيه رئيس مجلس المستشارين شكاية يتّهم فيها أربعة صحافيين بتسريب معطيات بشأن مداولات اللجنة النيابية لتقصي الحقائق حول الصندوق المغربي للتقاعد، وهي الشكاية التي تبرّأ منها رئيس مجلس المستشارين في البداية، ثمّ تمّ بحث تسوية بوساطة من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ولم يتنازل على إثرها بنشماش عن الشكاية التي رفعها ضد أربعة صحافيين ومستشار برلماني.