دافع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، عن المعاش الاستثنائي الذي بدأ الاستفادة منه مطلع السنة الجارية، وقال إن الملك خصص له معاشا استثنائيا بعد أن بلغ إلى علمه أن "الحركة واقفة عنده". وكشف بنكيران، في كلمة أمام شباب حزبه ببيته بالرباط، مساء أمس الإثنين، أن فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك، هو الذي نقل إليه خبر تمتيعه بمعاش استثنائي، وأضاف، مهاجما منتقدي استفادته من المعاش الاستثنائي: "فين كاين المشكل؟". بنكيران كشف معطيات مثيرة بخصوص وضعيته المالية بقوله إنّ الحسابات البنكية الأربعة التي يملكها أوشكت، قبل أسابيع من استفادته من المعاش الاستثنائي، أن تفرغ، ولم تتبقّ له سوى عشرة آلاف درهم، على حد قوله، وأضاف: "بقيت لي عشرة آلاف درهم، وطلبت من زوجتي أن تصبر معي حتى أجد حلا، ولم أكن أريد أن أطلب معاشا استثنائيا، لأن لي كرامتي أحرص على الحفاظ عليها"، لافتا إلى أن وزراء حزبه ساعدوه من أجل تجاوز "محنته" المادية. أكثر من ذلك قال بنكيران إنه كان يبحث عن عمل بعد مغادرته منصبه كرئيس للحكومة، وحاجته إلى المال، وحصل أن قدّم له أفراد من أسرته عرضا لإدارة شركة في ملكيتهم، "ولكن العرض الذي قدموه لم يكن مناسبا"، واستطرد: "القضية تزيرات عندي، وعرف بذلك عدد من المقربين مني، وكانت وزارة المالية تريد أن تسوي وضعيتي بالطرق المعمول بها، لكني رفضت طلب المعاش، فوصل الخبر إلى جلالة الملك، الذي أرسل سي فؤاد (يقصد مستشار الملك فؤاد عالي الهمة)، وأخبرني بأن الملك سيتكلف بهذه القضية، وبأنه أمر َلي بمعاش استثنائي". بنكيران وجه انتقادات لاذعة إلى منتقدي استفادته من المعاش الاستثنائي، قائلا: "كنت أظن أنهم غادي يحشمو، لأن مصدر المعاش الاستثنائي هو سيدنا، ويلا ما وقروني على الأقل غادي يوقرو سيدنا، ولكن ما كيحشموش". وربط بنكيران تمتيعه بمعاش استثنائي بوضعيته المادية، قائلا: "لو كان جلالة الملك يعلم أن لدي مالا ما كان ليخصص لي هذا المعاش"، وأردف: "سيدنا ماعطاش المعاش الاستثنائي لسي جطو، لأنه غير محتاج، ولكنه أعطاه للسي اليوسفي". وفي وقت لازالت مواقع للتواصل الاجتماعي تضج بالنقاشات حول استفادة بنكيران من معاش استثنائي، ومؤاخذته لكونه لم يساهم فيه بشيء، بينما اقتطع من أجور الموظفين لإصلاح الصندوق المغربي للتقاعد، وصف رئيس الحكومة السابق معاشه ب"المشرّف"، قائلا: "هناك من كتب أن معاشي مُحرج، وأنا أعتبره مشرّفا، وهذا تصرف من ملك شريف ابن شريف وفي إطار احترام القانون". وبخصوص السيارة التي يتحرك بها بعد أن غادر منصب رئيس الحكومة، قال بنكيران إنها ليست في ملكية الدولة، بل أهداها له الملك محمد السادس، وتسلّمها مباشرة بعد أن سلّم السيارة التي كانت مخصصة له حين كان رئيسا للحكومة. وردا على الاتهامات الموجهة إليه بكونه راكم ثروة خلال السنوات الخمس التي قضاها في منصب رئيس الحكومة، قال بنكيران: "ما عندي لا فيلّا لا بارطما.. كاينة شي بركة خلاتها الوالدة وهي ملْك للورثة"، واصفا وضعيته المالية ب"ما دُون البغل وفوق الحمار". من جهة ثانية، جدّد عبد الإله بنكيران دفاعه عن النائبة البرلمانية أمينة ماء العينين، وعبر عن موقفه المساند لها في "قضية الحجاب"، بقوله: "نحن لا نريد أن نرى أشياء مخالفة لعقيدتنا، ولكننا كنا في بداية عهدنا في الحركة الإسلامية أعطينا الحجاب واللحية مكانة أكبر من المكانة الطبيعية لهما"، واستدرك: "هذا لا يعني أنني أقول للنساء أن ينزعن الحجاب، وإذا وقع شيء من هذا فهو أمر يهم فاعلته، ولكن الذي يجب أن تعرفوه هو أن خصومنا يلجؤون إلى هذه الأمور لأن أيدينا نظيفة، ولم يجدوا ما يؤاخذوننا عليه". بنكيران أكد تمسكه بالتصريحات التي أدلى بها قبل أيام بخصوص طبيعة نظام الحكم السياسي في المغرب، إذ قال إنه يعارض الملكية البرلمانية، موردا: "حيتْ ما بغيتش تدّار بالمغاربة"، وزاد: "لا أشك في نوايا دعاة الملكية البرلمانية، ولكنهم يطالبون بملك يسود ولا يحكم، فمن سيحكم إذن؟"، وتابع: "أنا حين كنت رئيسا للحكومة قلت إنني لن أتدخل في العلاقات الخارجية، لأن موقفي هو أن أساند الملك في قراراته، ثم إن القضايا الكبرى، كقضية الصحراء، تتطلب إستراتيجيات طويلة الأمد، ويستحيل أن يسيرها رئيس الحكومة، وكذلك الشأن بالنسبة للأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث يجب أن يظل الدين في يد شخص يثق فيه كل أفراد الأمة".