عقد منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، اليوم الخميس في العاصمة الرباط، ورشة عمل لتقوية القدرات الإفريقية في مجال الذكاء الاقتصادي بشراكة مع الجامعة المفتوحة للداخلة والوكالة المغربية للتعاون الدولي، حضرها خبراء من مختلف دول القارة. وقال إدريس الكراوي، رئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، في تصريح لهسبريس، إن هذه الورشة "تعنى بتقوية القدرات الإفريقية في مجال الذكاء الاقتصادي، وهي من نتائج الملتقى الأول للجمعيات الإفريقية للذكاء الذي انعقد بمدينة الداخلة في شهر ماي 2018". وأضاف الكراوي أن الملتقى الأول رسم ضمن أهدافه الرئيسية تمكين القارة الإفريقية من التوفر على جمعيات وطنية في الذكاء الاقتصادي، إضافة إلى العمل على توفر القارة على سياسات وطنية عمومية في مجال الممارسات الجيدة للذكاء الاقتصادي واليقظة الإستراتيجية. ويقصد بالذكاء الاقتصادي جميع أعمال البحث والمعالجة والنشر الخاصة بالمعلومات المفيدة لمختلف الفاعلين الاقتصاديين، من أجل تنفيذ إستراتيجياتهم الفردية والجماعية؛ وهو رهان عالمي مطروح إلى جانب مفهوم اليقظة الإستراتيجية التي تعتمد على تحديد الحاجيات واتخاذ القرارات والإجراءات. وأشار رئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي إلى أن هذه الورشة، التي يشارك فيها فاعلون من دول القارة، تتوخى "التحسيس وتقاسم التجارب في مجال إحداث الجمعيات الوطنية ورسم معالم خط طريقة للفترة الممتدة 2019 و2021، إضافة إلى التداول بشأن إحداث الجائزة الإفريقية للذكاء الاقتصادي والتي من شأنها أن تطور الوعي بأهمية الذكاء الاقتصادي في إفريقيا". وزاد المتحدث ذاته قائلاً: "نريد أن نُرسل رسالة قوية بالنظر لطموح القارة لتصبح قاطرة للاقتصاد العالمي ومجال لخلق مجالات اقتصادية جديدة من جهة. كما أنها تتوفر على إمكانات لمقاومة واحتواء الأشكال الجديدة للحروب الرقمية أو الصورة والموارد الطبيعية والطاقية وغيرها من الجيل الجديد من الحروب". ولفت الكراوي إلى أن "هناك وعياً على أكثر من مستوى بضرورة توفر القارة على فكر إستراتيجي يساعد على تحقيق طموحها الجوهري في بناء جيل، من أجل تحقيق التنمية المرجوة بالاستفادة مما يوفره الذكاء الاقتصادي واليقظة الإستراتيجية من فرص كبيرة لتحقيق النمو". من جهته، قال أمات سوماري، رئيس InternationalSOPEL في السينغال، إن هدف هذا الاجتماع هو "مناقشة إدماج الذكاء الاقتصادي لصالح التنمية المجالية في مجالاتنا وبلداننا ومقاولاتنا. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، جمعنا الجمعيات الإفريقية العاملة في هذا الميدان من أجل استغلال فوائد المعلومة الإستراتيجية التي أصبحت محط معارك اقتصادية دولية عبر العالم واستعمالها لصالح بلداننا الإفريقية". ويشارك في هذه الورشة، المستمرة طيلة يومي الخميس والجمعة، خبراء ينتمون إلى 21 دولة من إفريقيا الناطقة بالإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، وسيتدارسون أيضاً التحضير للدورة الإفريقية الثانية للمنتدى، والتي سيتم عقدها تحت رعاية الملك محمد السادس بمدينة الداخلة من 19 إلى 21 يونيو المقبل حول موضوع: "الذكاء الاقتصادي وآفاق التطور الترابي بإفريقيا".