لطالما تلقينا رسائل من طرفكم، تفصّلين فيها برنامج الفيدرالية وتتموقفين من مستجدات الوطن قبل سوريا وفلسطين. والآن، إن سمحتي لي سيدتي، أراسلك راجيا تقبّل تفصيلي وموقفي كمواطن يتتبع نور "شمعتكم" كما رسالاتكم. مؤخرا وكما تفاعل جل المغاربة مع مسألة "لن نسْلمكم أخانا" لعبد الإله بنكيران، بحيث 0عتبروها "تحدّيا للقضاء"، ها نحن نعيش حلقة أخرى مع البرلمانية أمينة ماء العينين من حزب العدالة والتنمية، إذ لم يتقبل هذا الجمهور المتابع ما أسموه "0زدواجية في الخطاب والسلوك" ل0عتبارها كشخصية عمومية، تتمظهر بلباس ديني ثم تنزعه خارج الوطن. وقد تبين من هذه الواقعة أن بنكيران لن يسلّم كذلك "أختهم" ل0نتقادات علمية وواقعة تصب في مشكل تضارب ما يسوّق 0نتخابيا وسياسيا مع الصميم. وأنتم تعلمون طبعا، سيدتي، الفرق البيّن بين كونية حقوق الإنسان بما فيها الحرية الفردية من جهة ومشكل أدلجة المظاهر الدينية.. كما تتفهمون مسألة شخصية الدين التي لا تمنع الخوض والحديث في سلوك شخصية عمومية. وتواصلا للزّخم الذي أحدثته هذه الخرجة، ومحاولة منا الحياد العلمي تجنبا ل0ستعمالنا كأداة في التطاحن الإيديولوجي من طرف خصوم للسيدة أمينة وحزبها، أثار 0نتباهي تدخلكم المضمّن لآية من الذكر الحكيم بخصوص "المنافقين"، وإنه طبعا من حقكم ما دام إرثا مشتركا بين الجميع؛ غير أن الذي يعاب في المسألة، وفي ذلك نعوّل على سعة صدركم ونبلكم ، هو أن الاستعمال، إستعمال وتضمين الآي في الخطاب السياسي أو محاججة الخصوم، قد يدخلنا إلى حلَبة فقه وتراث، يجيد الطرف الآخر سحر بيانه والدخول والخروج في آلياته التي تأسست عبر قرون. تصوّري معي، يا سيدة نبيلة، لو أن كل واحد (ة) يضمّن مما مجموعه 6534 آية بين دفتي القرآن الكريم، واحدا منها، سنقع طبعا في فوضى عارمة؛ بل وسننهج نفس أسلوبهم وربما بدل مناقشة فلسفة المقابلة بين حدود الحرية والحياة الشخصية، سنخوض مستقبلا في السّند والقراءة والتفاسير المتعددة.. إنه من بين مضامين مشروعكم: إحداث ثورة ثقافية وقراءة تراثنا قراءة علمية، وهذا ستوّج بالنجاح إذا ما قطع الطريق على الأدلجة، التي من وسائلها إحياء "العقل الفقهي" كما أسماه محمد عابد الجابري يرحمه الرحمن.