قال الأمير هشام، ابن عم الملك محمد السادس، إن أحداث 1981، التي أطلق على ضحاياها "شهداء كوميرا"، من بين الأحداث المفصلية في حياته، موردا أنه اكتشف من خلالها أن هناك ناسا يريدون الخبز فقط، مما يدل على وجود طبقة فقيرة في المغرب، مشيرا إلى أن انتفاضة 81 أعادت إلى الأذهان انتفاضة 1965 التي لطالما حكى عنها الناس في المغرب، كما أنها أكدت في ذهنه "وجود صراع حقيقي بين القوى الحية داخل المجتمع والملكية حول التركيبة السياسية وإرادة الشعب". الأمير الذي تحدث في برنامج "المشهد"، الذي تبثه قناة "بي بي سي"، أوضح أنه لا يحب أن يُطلق عليه أي لقب كيف ما كان، سواء الأمير الأحمر أو غيره، ويفضل اسم هشام العلوي كأي مواطن عاد، كاشفا أن آخر زيارة له إلى المغرب كانت في عيد الأضحى الماضي، التقى خلالها بالعديد من أصدقائه وأقرباء والده عبد الله. وقال الأمير هشام: "لم أجد أية صعوبات عند دخولي إلى المغرب، فرغم التضييق الذي يشكو منه المنادون بالحرية داخل المغرب، إلا أنه لم يصل إلى مستويات بلدان أخرى"، مشددا على أن كتابه "الأمير المبعد" كان سيرة ذاتية لم يمارس فيها البروباغاندا، كما رفض أن يُطلق على مضمونه "أسرار"، ويفضل أن تسمى "أمورا غريبة". وأردف المتحدث أن والده عبد الله "عاش إلى جانب الملك الراحل الحسن الثاني، لكنه في الآن ذاته كان على هامشه، بسبب طبيعة النظام الملكي الذي يعطي الصدارة للملك ويهمش بقية الأفراد، فضلا عن شخصية الحسن الثاني التي كانت قوية تسحق كل شيء"، لافتا إلى أن "كل الملوك أحدثوا ثورة معينة، بمن فيهم الملك محمد السادس الذي أزاح بعض الصور النمطية عن الملك". وأبرز الأمير هشام أن "الربيع العربي جاء نتيجة تراكمات، وطالب من خلاله الشباب بالتغيير والديمقراطية، لكنه في الآن ذاته ابتعد عن المشاركة السياسية لأنه يعتبر السياسة ملوثة"، واصفا ما وقع بعد حركة 20 فبراير في المغرب ب"التحايل"، موردا أن "الدستور الجديد يمنح مزايا متعددة، لكنها لم تستغل بسبب تركيبة المخزن وعلاقة المؤسسات، فضلا عن غياب إمكانية التوفر على الأغلبية المطلقة، ما يحتم على الانتخابات التزوير على المستوى الهيكلي". وأشار الأمير المثير للجدل إلى أن "التغيير غير مطروح على الأجندة السياسية في المغرب، والطرح السائد حاليا يقول بالاستقرار، وإيجاد نموذج اقتصادي يؤدي إلى توزيع الثروة بشكل أكبر"، لافتا إلى أن العيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية جعله يتطور بشكل كبير. وأضاف: "اخترت أن أقول رأيي، كان لا بد أن يكون عنوان المرحلة التي تلت عهد الحسن الثاني هو إحداث قطيعة مع المخزن الذي أوصلنا إلى الباب المسدود، لكن الآخرين كانوا يرون أنه من الضروري التمهل واستحضار الاعتبارات الأمنية". وأضاف الأمير هشام أنه يعتبر دائما أن "للملك محمد السادس تفويضا شعبيا، وكان يريد الانتقال إلى ملكية دستورية، وذلك بمعية 50 شخصا، من بينهم القيادي الاستقلالي محمد بوستة، والمناضل اليساري بنسعيد آيت ايدر، لكن التريث الذي تم اختياره هو الذي أوصلنا إلى المستنقع"، مشيرا إلى أنه بعد أن بسط رأيه، قيل له إنه ممنوع من دخول القصر، و"كان ذلك مؤلما بحق، لأن الملك محمدا السادس كان بمثابة أخ لي".