تمكنت مجموعة من المقاولين الشباب المغاربة من إقناع مجموعات اقتصادية صينية وفرنسية وألمانية بإطلاق مشروع لتسويق وصناعة الدراجات الكهربائية بالمغرب، انطلاقا من مدينة مراكش. وستشرع مجموعة "YADEA" الصينية، المتخصصة في صناعة الدراجات الكهربائية المخصصة للاستخدام داخل المجالات الحضرية للمدن، في تزويد السوق المغربي بحاجياته من هذه الدراجات، ابتداء من شهر أبريل المقبل، عبر شركة "EMOD" الاستثمارية، التي تمتلك فيها مجموعة "أليانز" الألمانية 30 في المائة من رأسمالها، ومجموعة "أمبيريوم" المغربية القابضة 70 في المائة. وقال حمزة البارودي، المدير التنفيذي لمجموعة "أمبيريوم" القابضة، إن مشروع تسويق وتصنيع الدراجات الكهربائية داخل المغرب بشكل عام، وبمدينة مراكش بشكل خاص، لقي اهتماما كبيرا من لدن المستثمرين الأجانب والمغاربة، ومن طرف المسؤولين المحليين الذين يرغبون في تعزيز مفهوم الحلول المستدامة الصديقة للبيئة داخل المدينة الحمراء. وأضاف حمزة البارودي، الذي اشتغل على هذا المشروع رفقة توفيق أبو الضياء، المدير المسؤول عن حاضنة "EMERGING BUSINESS Factory" المتمركزة في المنطقة الصناعية للمدينة الحمراء، أن هذا المشروع ساهم في إخراجه إلى الوجود عدد من الشباب الطموح والشركات الناشئة، موردا أنه حرص على إشراكهم منذ البداية عبر تحفيزهم من أجل إيجاد تصور متكامل لحلول التنقل الصديقة للبيئة اعتمادا على الدراجات الكهربائية. وقال أبو الضياء، الذي يقود أول حاضنة من نوعها في مراكش موجهة لاستقطاب المقاولات الناشئة في مجالات متعددة من ضمنها التكنولوجيات الحديثة والميديا والحلول الصديقة للبيئة، إن المشروع سيساهم في تعزيز مكانة مراكش السياحية، وتوفير دراجات كهربائية لزوار المدينة، ومحطات لشحن بطارياتها ستقام بنقاط مختلفة، اعتمادا على تطبيقات للهواتف الذكية. ويرى حمزة البارودي أن هناك آفاق واعدة لسوق الدراجات الكهربائية بالمغرب بشكل عام، وبمراكش بشكل خاص التي تحتضن أزيد من 240 ألف دراجة نارية، منها 40 ألف دراجة تلتحق سنويا لتجديد الأسطول من طرف مستعمليها. وأكد البارودي أن الشركة التي أنشأها مع الألمان تهدف إلى بلوغ مبيعات إجمالية تقدر بنحو 40 ألف دراجة في ظرف سنتين، أي بحلول نهاية سنة 2020، بعدها سيتم تشييد مصنع متكامل لصناعة هذه الدراجات في المغرب بشراكة مع شركة "YADEA" الصينية. وكشف المتحدث أن المصنع سيوجه إنتاجه للسوق المغربي، ولدول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي عبرت مجموعة من الأطراف على ترحيبها بمثل هذا المنتوج الاقتصادي في استهلاك الطاقة. من جهته، قال جون مارك بيلهول، مدير تدبير الأسواق والتوزيع بشركة "أليانز"، إن المجموعة حرصت على دعم هذا المشروع نظرا للإمكانيات الكبيرة التي يتيحها المغرب لمثل هذه الاستثمارات. وأضاف بيلهول أن شركة أليانز ستواصل دعم المبادرات المواطنة الهادفة إلى دعم مثل هذه المشاريع المبتكرة، التي تساهم في الانتقال إلى استعمال الحلول النظيفة في التنقل.