وسط أجواء مشحونة بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية، تنطلق بعد أسابيع المائدة المستديرة الثانية حول محادثات الصحراء بمشاركة جميع أطراف النزاع، في إطار المجهودات التي تقوم بها الأممالمتحدة لإعادة إطلاق المفاوضات المتوقفة منذ سنوات. وخلافاً للقاء جنيف الأول في دجنبر 2018، والذي سادته أجواء إيجابية وروح التفاؤل، فإن اللقاء الثاني المرتقب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية يعقدُ في مناخ مشحون سمته الأساسية تصعيد جديد من جبهة البوليساريو، وتجاهل التزاماتها الدولية تجاه قرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص المناطق العازلة. مصادر دبلوماسية تحدثت لجريدة هسبريس الإلكترونية أكدت أن انتهاكات واستفزازات البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات وشرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية أعادت المجهودات التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، إلى نقطة الصفر. وأضاف مصدر دبلوماسي، غير راغب في كشف هويته، أن البوليساريو "قتلت مسلسل الأممالمتحدة لإعادة إطلاق العملية السياسية بعدما خرقت قرارات مجلس الأمن الدولي"، مشيرا إلى أن ما وقع من مناورات عسكرية وتمرينات قتالية بواسطة معدات ثقيلة وذخيرة حية في بلدة أمهيريز من شأنه أن يؤثر على لقاء جنيف المرتقب، قبل أن يؤكد أنه "لن يعطي أكله". وأشار المتحدث إلى أن مضمون المائدة المستديرة بين أطراف النزاع هو "الوقوف على حقيقة وجود إرادة سياسية لإنهاء النزاع"، وزاد مستدركا: "لكن ما قامت به البوليساريو يظهر بشكل ملموس أن هذا الكيان لا يتوفر على أي إرادة أو مصداقية". وكانت هسبريس انفردت بكشف احتجاج المملكة المغربية لدى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة على انتهاكات واستفزازات البوليساريو الأخيرة في المنطقة العازلة بالكركرات وشرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية. وفي محاولة لتمويه مجلس الأمن الدولي تزامناً مع اقتراب جلسة حول الصحراء نهاية الشهر الحالي، وجه ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة رسالة إلى السفير سينجر فايسينجر، المبعوث الخاص للجمهورية الدومينيكية إلى مجلس الأمن، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية في يناير. وقدمت البوليساريو معطيات مغلوطة لرئاسة مجلس الأمن، تحذر من خلالها "من حدوث أي توغل للجيش المغربي في الشريط العازل في منطقة الكركرات"، وعبرت، في الرسالة ذاتها، عن استعدادها الكامل للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب بهدف "التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم من شأنه أن يكفل لشعب الصحراء ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير". يشار إلى أن المغرب قدم ملفا بالصور لأعضاء مجلس الأمن، وكذا الأمين العام للأمم المتحدة، عن الانتهاكات التي وقعت في 6 يناير 2019 بعد تنظيم الميليشيات المسلحة مناورات عسكرية وتمرينات قتالية، بواسطة معدات ثقيلة وذخيرة حية، في بلدة مهيريز، شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية. كما تضمن الملف رصدا بالأدلة حول تحرك الجبهة في نقل "بنية إدارية" مزعومة إلى بلدة مهيريز نفسها، في يوم 07 يناير، بالإضافة إلى توثيق نشر البوليساريو مركبتين عسكريتين في المنطقة العازلة للكركرات في 08 يناير.