رداً على تهديدات جبهة "البوليساريو" الانفصالية لسباق رالي دولي بالصحراء المغربية، أكدت حكومة سعد الدين العثماني، اليوم الخميس، أن هذه الاستفزازات تضع الانفصاليين في مواجهة مع الأممالمتحدة وليس مع المملكة المغربية فقط. وكانت أخبار قد راجت تفيد بقيام "البوليساريو" بنشر عدد من العناصر المسلحة قرب المعبر الحدودي "الكركارات"، على بُعد أيام قليلة من مرور سباق السيارات الشهير "موناكو-داكار"، الذي يُرتقب أن يجوب الطريق الرابطة بين موريتانيا والمملكة في السابع من يناير الحالي. مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أكد، في الندوة الصحافية عقب اجتماع مجلس الحكومة، أن "مجلس الأمن الدولي كان صريحا وواضحا في قراراته من أن أي سلوك من هذا النوع هو بمثابة استفزاز وتهديد للاستقرار في المنطقة بصفة عامة". وأضاف المسؤول الحكومي أن قرارات مجلس الأمن الدولي دعت "البوليساريو" إلى الامتناع عن القيام بمثل هذه الاستفزازات في المنطقة العازلة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب"استفزازات يائسة تضع الانفصاليين في مواجهة مع المنتظم الدولي". وأوضح الخلفي أن "المغرب، منذ انطلاق وقف إطلاق النار في التسعينيات وإلى غاية اليوم، كان حازما وسيبقى حازما وسيستمر حازما إزاء هذه الاستفزازات". مصادر محلية كشفت، في تصريح سابق لهسبريس، أن جبهة "البوليساريو" وجّهت رسالة تحذير إلى منظّمي السباق، خلال الأسبوع الماضي، تطالب فيها بإشراكها على غرار موريتانيا والمغرب، مشددة على أنها لن تسمح بمرور المشاركين في سباق "موناكو-داكار". وأوضحت الرسالة، التي توصلت هسبريس بنسخة منها، أن "الجبهة سبق لها أن أطلقت تحذيراتها بخصوص السباق، في السنة الماضية؛ لكن لم يأخذوها على محمل الجد، بعدما وضعوا على مسار السباق العَلمين المغربي والموريتاني"، مؤكدة أنها "ستوقف مرور الرالي في حال أي استفزاز من طرف بعض المشاركين، سواء تعلق الأمر بحمل العلم المغربي أو أية خارطة مستفزة". وكان المغرب قد نبّه، السنة الماضية خلال الحدث نفسه، أعضاء مجلس الأمن ال15 إلى خطورة انتشار عناصر مسلحة جديدة من "البوليساريو" بالكركارات، وتهديدات هذه الأخيرة بمنع مرور رالي "إفريقيا إيكو رايس". ودعت المملكة، وقتها، كافة محاوريها إلى تحمّل مسؤولياتهم فورا وبشكل حازم، مطالبة "البوليساريو" بمغادرة منطقة الكركارات بشكل فوري، ودون قيد أو شرط.