تَعاقب على تدريب أندية القسم الوطني الأول للبطولة الاحترافية المغربية لكرة القدم، منذ يناير من سنة 2018، حوالي 30 مدربا، مع الأخذ بعين الاعتبار "المؤقتين" منهم الذين تحمّلوا المسؤولية خلال فترة انتقالية، وهو رقم يكرس قاعدة اللا استقرار التي تطبع "الصفوة" الكروية محليا، منذ سنوات، حيث يظل "رأس" الأطقم التقنية تحت طائلة التهديد. حالة عدم الاستقرار التي تُميِّز الأطقم التقنية للأندية الوطنية، ولَّدتها ضبابية على مستوى برامج المكاتب المسيرة للأندية، حيث يبقى المدرب هو الحلقة الأضعف داخل منظومة الفشل، حيث يتحمل الأخير المسؤولية عوض صناع القرار الذين استقدموه، كما يظل تحت رحمة النتائج وضغط الأنصار، التي سرعان ما تنجح في إقالته أو الدفع به للاستقالة. 6 أندية عرفت الاستقرار.. الوداد الأكثر حركية باستثناء كل من فريقي مولودية وجدة ويوسفية برشيد، اللذين حققا الصعود إلى القسم الأول، مع الحفاظ على إطاريهما التقنيين، عزيز كركاش وسعيد الصديقي، بالإضافة إلى كل من أندية حسنية أكادير (ميغيل أنخيل غاموندي)، الفتح الرياضي (وليد الركراكي)، الرجاء الرياضي (خوان كارلوس غاريدو) ونهضة بركان (منير الجعواني)، فإن الأندية العشر الأخرى، لم تحافظ على المدرب نفسه، خلال سنة 2018، كما أن بعضها عرف حركية كبيرة على مستوى دكة البدلاء. ويبقى فريق الوداد الرياضي، أكثر الأندية الوطنية، نشاطا، على مستوى تغيير المدربين، منذ بداية السنة الجارية، حين قدم المدرب الحسين عموتة، استقالته من تدريب "الأحمر"، في شهر يناير، قبل أن يتم التعاقد مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي، الأخير لم يكمل مهامه، بعد انتقاله للإشراف على المنتخب التونسي، ليتسلّم عبد الهادي السكيتيوي، المدير الرياضي حينها، مهام الإشراف على تدريب الفريق الأول، قبل أن يعصف الإقصاء من عصبة الأبطال الإفريقية، برأسه، ليتحمّل الفرنسي ريني جيرارد المسؤولية، لكن عرفت حقبته مشاكل تسييرية عجّلت برحيله، ثم مرحلة انتقالية قادها الفرنسي نويل توسي والسنغالي موسى نداو، مؤقتا، فعودة التونسي فوزي البنزرتي مدربا للفريق الأول. الحركية لم تتوقّف.. وحتى إن كانت 2018 تعصف بآخر أوراقها، فإن الحركية لم تتوقّف داخل عالم مدربي "البطولة برو"، إذ من المنتظر أن تنهي بعض الأندية، السنة، على إيقاع إقالات المدربين والبحث عن البدائل، كما هو الشأن بالنسبة إلى فريق الجيش الملكي، الذي انتقل من عبد الرزاق خيري، مرورا بمصطفى الفضلي (مؤقتا)، حتى تعيين المدرب محمد فاخر، قبل الانفصال عنه، بداية الشهر الجاري، والوضع مشابه أيضا في شباب الريف الحسيمي، سريع واد زم واتحاد طنجة، الأخير الذي استغنى عن ادريس المرابط، مع بداية موسم 2018/2019، قبل أن يعوضه التونسي أحمد العجلاني، الأخير طالته مقصلة الإقالة، قبل نهاية السنة الجارية، والأمر سيان بالنسبة إلى فريق الكوكب المراكشي، الذي استغنى عن خدمات المدرب فوزي جمال بعد أن انفصل عن يوسف مريانة، قبلها، بأشهر. بورصة المدربين مرتفعة.. وغاريدو الأغلى أجرا براتب يفوق 40 مليونا سنتيما، يظل الإسباني خوان كارلوس غاريدو، مدرب فريق الرجاء البيضاوي، الأعلى أجرا، ضمن مدربي البطولة الاحترافية لكرة القدم، في الوقت الذي تم الاستغناء فيه عن خدمات الثلاثي الذي يليه في "الطوب 5"، يتعلق الأمر بكل من الفرنسي ريني جيرار، الأخير الذي كان يتقاضى 390 ألف درهم شهريا، رفقة الوداد الرياضي، يليه المدرب محمد فاخر (أزيد من 30 مليونا) رفقة الجيش الملكي، ثم التونسي أحمد العجلاني، الذي كان يعتبر ثاني الأجانب الأعلى أجرا (210 آلاف درهم)، قبل إقالته من تدريب فريق اتحاد طنجة. في مقارنة بسيطة بين السنتين الأخيرتين، يتّضح أن الأجور ارتفعت، نسبيا، رغم أنها لم تصل إلى سقف 55 مليونا سنتيما التي كان يتقاضاها الويلزي جون توشاك رفقة الوداد، سنة 2016، حيث كان "الطوب 3" في حدود 25 مليونا سنتيما، وهو الرقم الذي كان يحصل عليه الجزائري عبد الحق بنشيخة مع اتحاد طنجة، كما كان الإطار الوطني عزيز العامري يتقاضى 35 مليونا رفقة أولمبيك آسفي. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com