رغم أن منافسات البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب في قسمها الأول لم تدخل بعد مراحلها الحاسمة، إلا أن مسلسل إقالة ورحيل المدربين بدأ مبكرا في تكرار لوصفة أضحت مألوفة خلال السنوات الماضة، حيث عجلت النتائج السلبية والبداية المتعثرة للكثير من الأندية برحيل مدربيها إقالة أو استقالة. فقد واصلت رياح التغيير هبوبها على حركية المدربين وعصفت إلى غاية الدورة السابعة عشرة من البطولة بعدد يمكن اعتباره قياسيا من المدربين ، وكان آخرها فريق الدفاع الحسني الجديدي الذي تعاقد يوم الأحد الماضي مع الاطار الوطني بادو الزاكي خلفا للفرنسي هوبير فيلود. ويعد بادو الزاكي المدرب الثالث الذي يشرف على الفريق الجديدي خلال هذا الموسم، حيث انفصل النادي عن عبد الرحيم طاليب قبل شهرين، قبل أن يفك ارتباطه بالمدرب الفرنسي ، الذي حصد نتائج سلبية عجلت برحيله. وكان فريق الجيش الملكي أول الفرق التي انفصلت عن مدربها الوطني امحمد فاخر بسبب الظرفية الصعبة التي كان يجتازها النادي، وبحثا عن سبل بديلة لتجاوز مخلفات الانطلاقة المتعثرة بالبطولة، وكذا مع تزايد موجة الاحتقان ضد الإطار الوطني والمطالبة برحيله. كما ساهم الإقصاء المبكر لنادي الجيش الملكي من منافسات كأس العرش، والهزيمتين في منافسات البطولة الوطنية ، في التعجيل برحيل امحمد فاخر ، وتم اسناد قيادة الفريق العسكري لمساعد المدرب عبد الحفيظ عبد الصادق، وبعده ابن الفريق محسن بوهلال ، قبل أن يتم التعاقد مع المدرب الإسباني كارلوس ألوس. وعلى نفس المنوال سار فريق الوداد البيضاوي الذي أنهى ارتباطه مع مدربه السابق عبد الهادي السكتوي ، الذي تولى مهمة الإشراف على النادي بعد رحيل التونسي فوزي البنزرتي، الذي غادر صوب تونس لتدريب منتخبها الوطني ، ليتولى الفرنسي مانويل توسي المهمة المؤقتة بدلا عنه، قبل أن يحل محله مواطنه ريني جيرارد الذي لم يعمر طويلا فغادر بدوره. ولم يجد فريق القلعة الحمراء بدا من الاستعانة بخدمات نجم الفريق السابق، موسى نداو، الذي قاده إلى تحقيق نتائج مرضية في البطولة الوطنية ، قبل عودة فوزي البنزرتي الذي تعاقد مع الفريق من جديد. وفي تطور مفاجئ، وضع مدرب فريق اتحاد طنجة ،إدريس المرابط، الذي توج مع فارس البوغاز بأول لقب للبطولة الموسم الماضي، حدا لتجربته مع الفريق، بعد سلسلة النتائج التي حققها رفقته وتعويضه بالتونسي أحمد العجلاني ، الذي غادر بدوره سفينة الفريق الطنجي، ليتم التعاقد مع المدرب عبد الواحد بلقاسم إلى جانب عبد الرحيم طاليب ضمن طاقم الإدارة التقنية. ولم يفلت فريق شباب الريف الحسيمي من حمى تغيير المدربين ، حيث انفصل عن الإطار ميمون واعلي ليتعاقد مع بيدرو بنعلي ، أملا في إعادة الفريق إلى المسار المنشود ومعانقة النتائج الإيجابية من جديد ، خصوصا بعد الإقصاء المبكر من دور سدس عشر نهاية كأس العرش. وتوالت سلسلة الانتقالات والإقالات ليكون من ضحاياها أيضا مدرب فريق الكوكب المراكشي فوزي جمال ، هذا الأخير الذي لم يقنع إدارة النادي بالإبقاء عليه بسب تراجع نتائج الفريق واحتلاله مركزا غير مشرف في سبورة الترتيب ، ليتم التعاقد مع الإطار الوطني عزيز العامري للإشراف على تدريب الفريق. وبدوره انفصل نادي الرجاء البيضاوي ، عن مدربه الاسباني خوان كارلوس غاريدو، بعد تعثر "الأخضر" أمام النجم الساحلي التونسي بهدفين للاشىء برسم ذهاب ربع نهاية مسابقة كأس زايد للأندية البطلة ليسند النادي مهمة تسيير الفريق تقنيا ليوسف السفري بمساعدة الإطار بوشعيب المباركي، قبل التعاقد مع المدرب السابق لنادي الأهلي المصري باتريس كارتيرون. وفي خطوة لتصحيح مسار الفريق قرر نادي أولمبيك خريبكة ، الانفصال بالتراضي عن الإطار الوطني محمد أمين بنهاشم، والتعاقد مع رشيد الطاوسي للإشراف على النادي خلال المرحلة المتبقية من البطولة الوطنية. وعصفت النتائج السلبية التي حصدها نادي المغرب أتلتيك تطوان في الدورات الأخيرة من البطولة الوطنية الاحترافية بمدرب الفريق عبد الواحد بن حساين ، الذي توصل إلى اتفاق مع المكتب المسير يقضي بفسخ العقد الاحترافي الذي يربط الطرفين بشكل ودي ، ليرتبط ، في آخر تعاقد في البطولة أول أمس الإثنين، بالإطار الوطني طارق السكيتوي لمدة سنة ونصف. في المقابل ، حافظت أندية الفتح الرياضي وحسنية أكادير ويوسفية برشيد وسريع وادي زم والنهضة البركانية والمولودية الوجدية ، لحد الآن على ربابنتها . والأكيد أن لقرارات تغيير المدربين تأثير كبير على الأندية واللاعبين على حد سواء باعتبار أن اختلاف المدارس التدريبية ينعكس سلبا على اللاعب مما قد يؤدي إلى تراجع مستواه، وبالتالي، يقع الضرر على الفريق بأكمله، باعتبار أن تطور الأندية يمر قبل كل شىء باستقرار الأجهزة التقنية للأندية كما هيئاتها المسيرة.