بات مصطلح "فيديو" أكثر المصطلحات تداولا اليوم في وسائل الإعلام وأيضا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق "واتساب" بفضل التطوّر المهول للتكنولوجيا الرقمية التي يشهدها المجتمع، مئات الفيديوهات مُعنونة بعبارة عاجل، حصري، شاهد الفيديو قبل الحذف... وغيرها من العبارات" التجارية" الأكثر تداولا اليوم. يمكن اعتبار "طوندونس" "يوتيوب" المغربي كمؤشر من بين مؤشرات أخرى لمعرفة مدى اتجاهات اهتمام الناس التي عرفت مؤخرا تصدّر فيديو كليب دمية افتراضية تُنظّر في فنون الجنس، وفيديو آخر يحكي قصة "راقي جنسس" ببركان. تبقى أكثر الأشياء التي يمكن أن تتوصل بها اليوم على هاتفك الذكي عبر تطبيق "واتساب" الكم الهائل من الفيديوهات التي تُوثق لحدث ما، خلق "البوز"، وغالبا ما يتعلق الأمر بالفضائح الجنسية وحروب جيوش المشاهير فيما بينهم! كل يوم يتوصل العديد منا بعشرات مقاطع الفيديو تتنوع مواضيعها، لكن محتواها يبقى في الغالب مُستهلكا نروجه بيننا فقط كسلوك اجتماعي جديد ظهر بظهور وسائل التواصل الحديثة كبديل للتواصل الفيزيائي وحرصا منا على صلة الرحم ولو بشكل افتراضي، وأحيانا يُعاد ارسال تلك الفيديوهات فور التوصل بها دون مشاهدتها! يمكن أن نقوم بمقارنة بسيطة على موقع "يوتيوب" بين فيديوهات قصيرة تحفيزية لا تتعدى مدتها الزمنية ثلاث دقائق تساهم بقالب إبداعي في تخليق الحياة العامة أو في نشر التفكير الايجابي وتُمرر العديد من الرسائل الايجابية، تحصد نسب مشاهدة ضئيلة جدا لا تتعدى أحيانا عشرين ألف مشاهدة بعد مرور سنوات على نشرها، في المقابل نجد مئات الفيديوهات التي تتضمن فضائح جنسية وحوادث وأخبارا زائفة تحقق ملايين المشاهدات في زمن قياسي ويتم تداولها على نطاق واسع! قبل سنوات، كانت بعض البرامج التلفزية والإذاعية وأعمدة الرأي هي الأكثر تداولا بين الناس، كنا نعرف جيدا أسماء أصاحبها ومرجعتيهم وانتماءهم الفكري، لكن اليوم أصبح مقطع فيديو معينا يؤثر على الرأي العام بشكل خطير ويؤطر تفكير غالبية أفراد المجتمع كمنتوج رقمي مجهول المصدر وهوية يروج وينتشر كسرعة البرق بين الناس ويصبح حديثهم يومي! * كاتب رأي