في حدث استثنائي هو الأول من نوعه بالأقاليم الجنوبية، انطلقت، اليوم الجمعة بمدينة الداخلة، فعاليات "الملتقى الإفريقي الأول للتكوين المهني" الذي يحظى برعاية الملك محمد السادس والذي تنظمه وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تحت شعار: "حكامة أنظمة التكوين المهني في خدمة قابلية التشغيل والتنافسية بإفريقيا". وحضر أشغال الملتقى الإفريقي الأول للتكوين المهني، الذي ترأسه سعد الدين العثماني، كل من سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ومحسن الجازولي الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، إلى جانب مشاركة عدد من وزراء التكوين المهني الممثلين ل22 دولة إفريقية. سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أكد، في كلمة افتتاحية له، أن الملتقى الإفريقي الأول للتكوين المهني، المنعقد بمدينة الداخلة يومي 21 و22 دجنبر الجاري، عربون على أن المغرب حريص على تنمية العلاقات التي تجمعه بالأشقاء الأفارقة وتقويتها، ويعمل على الإسهام في أن تكون إفريقيا قوية وحاضرة في الحاضر والمستقبل، تداوي جراحها وتتجه إلى المستقبل لمصلحة كل أبنائها. وأضاف المسؤول الحكومي أن حضوره بأشغال الملتقى الإفريقي دليل على انخراط المغرب بكل هيئاته ومؤسساته لتقوية علاقاته الإفريقية، والتفكير في التحديات المستقبلية التي تنتظرها القارة الإفريقية، أخذا بعين الاعتبار توقعات ارتفاع نموها الديمغرافي، مشيرا إلى تقرير منظمة اليونسيف الذي توقع تضاعف ديمغرافية القارة من مليار و200 مليون نسمة سنة 2015 إلى مليارين و400 نسمة مع سنة 2050، منبها إلى أن هذا الارتفاع المتوقع يعني ازدياد الطلب على التعليم والتكوين والشغل. وشدد رئيس الحكومة على أن الملتقى الإفريقي يشكل مناسبة لمناقشة التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية في هذا المجال، وفرصة لتبادل الأفكار وتقاسم التجارب الناجحة في التكوين والتكوين المهني، وملاءمة التكوين مع سوق الشغل، لبناء مستقبل أفضل للشباب، داعيا المشاركين في الملتقى إلى إبداع وتوليد أفكار جديدة وحلول مبتكرة لمواجهة تحديات التكوين والتكوين المهني والتشغيل. وختم العثماني قوله بأن المغرب معتز وفخور بانتمائه الإفريقي، وبأن عقد الدورة الأولى للملتقى بمدينة الداخلة له دلالته، إذ شكلت هذه المدينة طبيعيا وجغرافيا وحضاريا وإنسانيا محور العلاقات المغربية الإفريقية والعلاقة الإفريقية الإفريقية. الخطاط ينجا، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، أكد، من خلال تصريح خص به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "اللقاء يكرس الإستراتيجية التنموية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس من خلال مشروع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية"، مشيرا إلى أن الداخلة باتت تلعب دورا مهما في هذا الإطار؛ باعتبارها بوابة المغرب الرئيسية على عمقه الإفريقي. وأردف المسؤول الأول بجهة العيون الساقية الحمراء أن موضوع التكوين المهني موضوع يكتسي طابعا علميا واقتصاديا بحتا، وإحدى ركائز التنمية المستدامة للمنطقة؛ لأن التكوين المهني يستهدف بشكل مباشر فئة الشباب ومؤهل مباشر لسوق العمل المقرون بمستقبل المنطقة والبلاد بشكل خاص والقارة الإفريقية عموما. وأضاف المتحدث أن اختيار الداخلة لم يأتِ من فراغ؛ لأنها تمتلك مكانة إستراتيجية في تعزيز وتقوية الروابط ما بين المغرب والقارة الإفريقية، لافتا إلى أن منتدى كرانس مونتانا العالمي الذي سينظم للمرة الخامسة تواليا بالجهة هذه السنة دليل على ما تحظى به الداخلة من مكانة إستراتيجية. منية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أكدت أن "مشاركة عشرين وفدا يمثلون الدول الإفريقية يضفي أهمية بالغة على المؤتمر الإفريقي الأول المنعقد حول التكوين المهني، بالنظر إلى أنه يعطي الأهمية الرأس المال البشري الذي يدخل في صلب الإكراهات والتحولات والتطورات التي تعرفها القارة الإفريقية، تبعا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة"، مضيفة في هذا الصدد أن "العنصر البشري له دور مهم في صياغة وتشكيل مستقبل القارة، الأمر الذي يفرض تأهيله تحضيره للعب الأدوار المنوطة به، خاصة فئة الشباب الذي ينبغي أن يسهم في مجال التنمية". وأضافت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المؤتمر شكل أيضا فرصة للتعاون والتبادل الإفريقي على هذا المستوى، بهدف الوقوف على الإمكانات المتاحة، والإشكالات والمجالات التي يمكن أن نشتغل عليها"، موضحة أن "اختيار مدينة الداخلة لاحتضان المؤتمر كان مهما جدا، حيث شكلت المدينة محطة للتقارب ولتعزيز الشراكة جنوب –جنوب، باعتبارها بوابة القارة الإفريقية؛ الأمر الذي أبرز نجاعتها، من خلال احتضانها العديد من الملتقيات العالمية والقارية، وشهدت اتخاذ مجموعة من المبادرات التي انخرطنا فيها بشكل مباشر". وتعليقا على مخرجات اليوم الأول من الملتقى الإفريقي، أكد محسن الجازولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي، في تصريح حصري لجريدة هسبريس، "أن الملتقى المنظم حول حكامة أنظمة التكوين المهني وقابلية التشغيل والتنافسية بإفريقيا، والذي يحضره أزيد من 500 مشارك من 22 دولة إفريقية، يعرف بأهمية التكوين المهني الذي يعدّ أساس التنمية السوسيو-اقتصادية للدول الإفريقية"، مستدلا بخطاب الملك محمد السادس في يوليوز 2017 بأديس أبابا الذي "ربط تنمية القارة الإفريقية وتقدم بلدانها بتطوير مجالات التكوين المهني بها إلى جانب قطاع التربية الوطنية والتعليم العالي". ويهدف الملتقى الإفريقي الأول بجهة الداخلة إلى بحث الرهانات والتحديات المشتركة المرتبطة بحكامة التكوين المهني بإفريقيا، وأثرها على تثمين الرأسمال البشري، بالإضافة إلى تعميق روابط التعاون بين المغرب والبلدان الإفريقية، بتفعيل "الرابطة الإفريقية لتنمية التكوين المهني"، التي تم إحداثها من طرف 15 دولة إفريقية في إطار الاتفاقية الإطار متعددة الأطراف والموقعة بمكناس بتاريخ 18 أبريل 2017.