اعتبر الموساوي العجلاوي، الخبير المغربي في الشؤون الإفريقية، أن استعمال ورقة المنتخبين خلال مفاوضات جنيف حول ملف الصحراء المغربية كان أمرا إيجابيا بالنسبة إلى المغرب، بديل أنه جرى التركيز عليهم من طرف وسائل الإعلام خصوصا وحضورهم بالزي الصحراوي. وأوضح العجلاوي، في اللقاء الذي نظم بالمعهد العالي للصحافة والاتصال بالدار البيضاء، أن "المغرب لم يكن يستعمل ورقة المنتخبين، إذ إن جبهة البوليساريو هي من أثارت هذه القضية، حيث كانت تصر على أن المغرب لا يمثل سكان الصحراء". وشدد الخبير المغربي على أن أعضاء الوفد الصحراوي المغربي المشارك في المفاوضات هم "منتخبون ذكروا في تقرير الأمين العام السابق والحالي، وذكرت العملية الانتخابية التي جرت في ظروف شفافة، في حين أن من يدعي تمثيل سكان الصحراء لا ينتخبون ولا علاقة لهم بالديمقراطية، حتى أن دستور ما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية في بنده 31 لا يعترف بتعدد الأحزاب والنقابات". الباحث في معهد الدراسات الإفريقية أشار إلى أنه "إن كانت لهؤلاء المنتخبين هذه القيمة وينتخبون بطريقة ديمقراطية، فلما لا يكون لهم دور في هذه المفاوضات؟"، مضيفا أن "المغرب كسب الكثير من حضور رئيسي جهتي العيون والداخلة في مفاوضات جنيف، حيث صارت هناك قراءة جديدة في التعامل مع ملف الصحراء على مستوى الأممالمتحدة". وأشار العجلاوي إلى أن المغرب يعمل، منذ ثلاث سنوات، وفق مقاربة "الدبلوماسية البراغماتية الواقعية"، مؤكدا أنه "آن الأوان لتوسيع هذه الدبلوماسية حتى لا يترك الآخرين يتحدثون باسم سكان الصحراء". وبخصوص عودة المغرب إلى مقعده الطبيعي في الاتحاد الإفريقي، أكد الموساوي العجلاوي أن هذه العودة "بنيت على دراسات؛ من بينها دراسة بالمعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية"، مضيفا أن سياسة المقعد الفارغ التي كانت تنهجها المملكة "كانت تضر بالمغرب، لذا لاحظنا الرسالة الملكي للقمة الإفريقية التي أكدت على رغبة المغرب بالعودة إلى الاتحاد في الوقت الذي وقّعت فيه 26 دولة على قرار طرد ممثل البوليساريو من الاتحاد الإفريقي"، لافتا إلى أن المغرب حقق مكاسب عديدة من خلال هذه العودة. وعرج الباحث على ما خلصت إليه قمة نواكشوط الأخيرة بخصوص ملف الصحراء المفتعل، حيث أشار إلى أنها أقرت بشكل رسمي كون الأممالمتحدة هي الجهة المخول لها حصريا بالبحث في هذا النزاع.