المعركة السياسية والقانونية تحتدم بين المغرب وجبهة البوليساريو في بروكسيل، بعد انطلاق الموسم السياسي الجديد، لاسيما في ظل تقدم محادثات إعادة المفاوضات بين المملكة والاتحاد الأوربي لإيجاد إطار قانوني وتقني يسهل إدراج الأقاليم الجنوبية في الاتفاق التجاري بين الطرفين، وذلك بتجاوز بعض العبارات الملغومة التي تضمنها قرار محكمة العدل الأوروبية في 21 دجنبر الماضي، بإشارته إلى أن الاتفاق لا ينطبق على الصحراء. وكالة الأنباء "أوروبا بريس" كشفت أن وفدا من النشطاء الصحراويين الموالين للبوليساريو حلا ببروكسيل هذا الأسبوع من أجل عقد اجتماعات مع موظفي الاتحاد الأوربي، وممثلي الدول الأوربية. المصدر عينه كشف، أيضا، أن الوفد الصحراوي اختار الانتقال إلى بروكسيل "في عز المفاوضات بين الأوربيين والمغرب من أجل إعادة التفاوض بخصوص الاتفاق التجاري الزراعي بعد قرار محكمة العدل الأوروبية في 21 دجنبر الماضي القاضي بكون الاتفاق التجاري لا ينطبق على الصحراء". مصدر مغربي مطلع أوضح ل" اليوم 24″ أن التحركات المشبوهة لما يسمى "النشطاء الصحراويين" في بروكسيل هدفها هو التشويش على الإنجازات الدبلوماسية التي حققها المغرب بعد قرار المحكمة الأوروبية إفريقيا وعالميا، مضيفا أن البوليساريو يتحدث كثيرا، ولكن المغرب يعمل كثيرا. الوفد الذي تقوده الناشطة الانفصالية، سالكه داهي بشير، أوضح للأوروبيين أن "الشعب الصحراوي غير متفق مع هذا الاتفاق، وليس جزءا منه". وأضاف أنهم لم يتلقوا أي سؤال بخصوص إن كانوا يرغبون في هذا الاتفاق أم لا. الوفد حاول هذه المرة اللعب على ورقة حقوق الانسان وما أسماه استغلال المغرب والأوربيين للثروات الطبيعية في الصحراء بطريقة غير شرعية. وطالب الوفد الأوروبيين بتوقيع اتفاق زراعي معهم بدل المغرب. وعلى الرغم من التحركات التي يقوم بها الوفد إلى أن سالكه داهي بشير أوضحت أنهم يعتقدون أن الاتحاد الاوربي لن يستجيب لدعواتهم على المدى البعيد. موساوي العجلاوي، الخبير المغربي في الشؤون الإفريقية، أوضح في اتصال مع الجريدة أن التحركات الجديدة للنشطاء المدنيين الصحراوي في بروكسيل هي استمرارية لاستراتيجية اتبعتها البوليساريو منذ عامين تعتمد بشكل كبير على مواجهة المغرب أوربيا في الشق القانوني وليس السياسي، أي البحث عن الثغرات القانونية التي قد يتضمنها الاتفاق التجاري المستقبلي المعدل مع الأوروبيين. العجلاوي أضاف، كذلك، أن البوليساريو لم يعد يتحدث عن الاستفتاء أو تقرير المصير، لأن التوجه الدولي يرفض الانفصال في ظل ما يحدث في كتالونيا ومع الأكراد، لذلك "تجد أن البوليساريو يحاول اللعب على ورقة حقوق الانسان واستغلال الثروات الطبيعية (السمك والفوسفاط) في الصحراء المغربية"، يقول العجلاوي.