بعد الإعلان عن زيارة ثانية مرتقبة للمبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، إلى منطقة النزاع الأسبوع المقبل، كشف المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، عن استعداد بعثة تقنية أممية للقيام بزيارة إلى المناطق الصحراوية للوقوف على حقيقة الأوضاع. جاء ذلك في خطاب ألقاه المسؤول الأممي، يوم الاثنين، خلال افتتاح الدورة ال38 لمجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف السويسرية، معرباً عن جاهزية بعثة حقوقية أممية للاضطلاع في أقرب وقت ممكن على تطورات قضية الصحراء المغربية. مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أكد، في الخطاب ذاته، ترحيبه بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير (2414) حول الصحراء، وقال إن "هذا القرار يُشجع بقوة التعاون مع مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان". من جهة ثانية، علمت هسبريس أن الرئيس الألماني السابق، هورست كولر، يُرتقب أن يحل الأسبوع المقبل بمدينة العيون، حيث سيجري لقاءات مع منظمات حقوقية وممثلي فعاليات المجتمع المدني والساكنة الصحراوية بالمنطقة. وكشفت مصادر حقوقية أن أتباع تنظيم البوليساريو يستعدون للقيام بوقفات احتجاجية حاشدة تزامناً مع حلول المسؤول الأمميبالعيون، قصد إحراج السلطات المغربية بشعارات مناوئة للوحدة الترابية. ويبدو من خلال عدد من المؤشرات أن قضية الصحراء مقبلة على معارك دبلوماسية ساخنة بعد "استراحة محارب" تلت مرحلة تقرير مجلس الأمن الأخير؛ إذ تتزامن زيارة كولر مع القمة ال31 للاتحاد الإفريقي، المقررة نهاية الشهر الجاري في العاصمة نواكشوط، التي تضم في جدول أعمالها عرض تقرير حول ملف الصحراء المغربية. وحول الزيارة الأولى من نوعها لمبعوث أنطونيو غوتيريس إلى الصحراء، بعد زيارة سابقة اقتصرت فقط على العاصمة الرباط، قال الموساوي العجلاوي، الباحث في الشؤون الإفريقية والصحراوية، إن "كولر ما زال يتلمس طريقه لإزالة الغيوم حول القضية منذ تعيينه خلفاً لكروستوفر روس، كما أنه مطالب بتقديم تقرير جديد في أكتوبر المقبل، سيقدمه الأمين العام إلى مجلس الأمن للنظر في مهمة التمديد لبعثة المينورسو". وأوضح العجلاوي، في تصريح لهسبريس، أن "كولر يبحث عن رؤية جديدة، لكن يصعب عليه فعل ذلك بالنظر إلى استمرار جمود الملف بين المغرب وجبهة البوليساريو"، مضيفاً: "لا أعتقد أن المبعوث الألماني قد يزحزح قضية الصحراء من مكانها، بقدر ما إن الخطوة تهدف إلى إظهار نوع من التحرك أمام المنتظم الدولي وفقط". وعن القمة الإفريقية المقبلة، لم يستبعد المحلل ذاته حضور كولر أشغالها، خصوصا وأن الملف المهم في هذه الدورة هو ملف الصحراء المغربية، الموضوع ضمن البرنامج الرسمي للقمة، الذي عرضه موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. وحذر العجلاوي المسؤولين المغاربة من قمة نواكشوط بالنظر إلى الروابط المتعددة داخل هذا البلد مع جبهة البوليساريو، مشيرا إلى أن "قيادة موريتانيا تُوظف ورقة الصحراء في النزاع الإقليمي وأيضاً في الصراع الداخلي الموريتاني-الموريتاني". ويرى الباحث في معهد الدراسات الإفريقية، في تصريحه، أن "هناك تسابقاً اليوم بين الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة حول من يقدم مقاربات جديدة لملف الصحراء، في حين إن المؤسسة الإفريقية غير ملزمة بذلك، بقدر ما هي مطالبة بفك التناقض الحاصل قانونياً وسياسياً وأخلاقياً داخل التنظيم القاري، خصوصا في مسألة الاستمرار بالاعتراف بالجمهورية الوهمية والمطالبة بتقرير المصير، وهذا من الناحية المنطقية أمر غير مقبول"، بتعبير الموساوي العجلاوي.