تطورات متسارعة تعرفها قضية وفاة رضع ب"مستشفى الليمون"، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا في الرباط، إذ دخلت النيابة العامة على الخط من أجل معرفة حيثيات الواقعة التي هزت المستشفى العمومي، بعدما ارتفعت حصيلة وفاة المواليد إلى ثلاث أمس الثلاثاء. وأفادت أطر طبية تشتغل في مستشفى الليمون وسط العاصمة، في تصريحات متطابقة اشترطت عدم الكشف عن هوياتها، بأن وزارة الصحة فتحت تحقيقا في الموضوع، إذ حلّ أنس الدكالي، وزير الصحة، على وجه السرعة بالمستشفى المذكور، ليقوم بزيارة خاصة إلى الجناح الذي وقعت فيه الوفيات. وأوضحت المصادر ذاتها أن الوزارة الوصية على القطاع شكّلت لجنة مشتركة، تتكون من ممثل عن النيابة العامة والوقاية المدنية وبعض عناصر الأمن الوطني، بغرض الوصول إلى الأسباب التي أدت إلى وفيات الرضع. من جهة أخرى، قالت مصادر نقابية داخل المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، الذي تُوفي فيه رضيعان داخل قسم الإنعاش، أمس الثلاثاء، إن الإدارة العامة أعلنت بدورها فتح تحقيق عاجل من أجل معرفة طبيعة اللقاح الجديد الذي خلّف نتائج عكسية. وفي هذا السياق، استنكرت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة "اعتبار أبناء المغاربة حقلا للتجارب"، مطالبة بفتح تحقيق "نزيه" حول ملابسات الحادث، مع تحديد المسؤوليات وربطها بالمحاسبة. وتعود تفاصيل الحادث إلى عشية يوم الإثنين الماضي، إذ حُقن خمسة رضع حديثي الولادة بلقاح خاص بالتهاب الكبد الفيروسي، لكنه خلَّف مفعولا عكسيا تسبب لهم في ضيق التنفس، فضلا عن ظهور أعراض جانبية مثل بعض البقع الزرقاء على الوجه، لتنتج عنه وفاة أحد الرضع. وأدى غياب قاعة للإنعاش في مستشفى الليمون إلى نقل الرضع الآخرين إلى مستشفى الأطفال السويسي، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، لكن التأخر في مباشرة هذا الإجراء تسبّب في تدهور وضعيتهم الصحية، ليتوفى رضيعان في نهاية المطاف، وتصبح الحصيلة النهائية إلى حدود الساعة هي ثلاث وفيات، في حين يوجد الرضيعان الآخران بقاعة العناية المركزة بالمستشفى سالف الذكر. الحبيب الكروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن "اللقاح الجديد سلّمته وزارة الصحة لمختلف المستشفيات العمومية بالرباط في شهر يوليوز الماضي، من أجل إدخاله في جدولة تلقيح الرضع حديثي الولادة، لكن بعضها رفضت استعماله لأول مرة، بسبب غياب حملة تحسيسية تخص اللقاح الجديد". وتسبب الحادث الأليم في استياء العائلات، التي تلقت خبر وفاة هؤلاء الرضع بمرارة بالغة، داعية إلى فتح تحقيق عاجل بغية محاسبة المتورطين. كما اتّشحت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد، حدادا على هذه الفاجعة الإنسانية التي هزت الرأي العام الوطني. وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال بأنس الدكالي، وزير الصحة، من أجل معرفة رأي الوزارة بخصوص اللقاح الجديد، لكن هاتفه ظل طيلة صباح الأربعاء خارج التغطية. كما اتصلت الجريدة بمدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، إلا أنه هاتفه ظل يرن دون مجيب.