في إصدار جديد، اختارت مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط "هيسبريس تمودا" عرض وجهات نظر تاريخية حول حرية التنقل الفردية والجماعية بالمتوسط، والمتوسط الأطلسي، في القرون المتراوحة ما بين 15 و20م؛ وذلك في المجلّد الثاني من عددها 53. ويناقش العدد "مرونة المساحة المتوسطيّة وامتداداتها الأطلسية، وخضوعها لإرادة ذهاب الناس وإيابهم والتأثيرات التي لا تنتهي"، وتوضّح مقدّمته التي صاغها كل من خالد بن الصغير، الأكاديمي الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، وليلى مزيان، الأكاديمية الأستاذة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن الكُتّاب العشرين لهذا الملف يريدون اكتشاف العوالم المتميّزة والمترابطة للتنقل، كل من جهته، وبإضاءته الخاصة على المفهوم. ويركّز ملف "هيسبريس تمودا"، حسب مقدّمته، على العلاقات المنسوجة عند حدوث هذه التنقّلات حول المهارات التقنية، ومواجهة النظرات، وتحديد التنقل على المستوى الفردي والجماعي، وأهمية تداول المعلومات والمعرفة بشكل عام، وما وراء التأثيرات المتبادلة ونشر المعرفة والدراية في الفترات المعنيّة بالبحث. ويحاول العدد الجديد، الذي يتكلّم ثلاثَ لغات هي الإسبانية، والفرنسية، والإنجليزية، إعادة تشكيل مسارات فردية في أوقات مختلفة من أجل ملاحظة أحسن لتطورّها، ودوافعها، وقدراتها على التأقلم، وتحقيق ذواتِها، وفهم ديناميتها بشكل أفضل. ويتناول العدد تجوّل فئات إنسانية متعدّدة مثل الدبلوماسيّين، والمتعلّمين، والمسافرين، والرهائن، والعبيد، والمرتدّين، والباعة، والجواسيس، والفاعلين الدينيّين..الذين ينطوي تنقّلهم على تطوّر عميق يؤثر عليهم كأفراد، وجماعات، ويرافِقهم في تبادل أفكارهم، وتقنياتهم وممارساتهم، ويتسبب في التحوّل التدريجي عند البعض في هويَّتهم الدينية. ويبحث العدد، حسب المصدر نفسه، في التنقل؛ سواء كان اختياريا أو مفروضا، مؤقتا أو دائما، ويغطّي مقطعه الأول التنقل بأشكاله المتعدّدة في العصر الوسيط، وفترة طويلة من الحقبة المعاصرة، ويتناول في مقطعه الثاني أنواعا أخرى للتنقل في نهاية العصر الحديث إلى حدود القرن 20. ويشارك في هذا العدد من مجلة "هيسبريس تمودا" أكاديميون باحثون، مثل عبده فيلالي أنصاري، ومصطفى نشاط، وجيوفانا فيومي، ورافاييل بينيتيز، وبرونو بومارا سافيرينو، وفالنتينا أولدراتي، وأندرو سيغي بيلتران، وروثيو بيريانيث غوميز، وأوريليا مارتين كاساريس وماري كريستين ديليغ، وجيرمان سانتانا بيريز، ولويس بيرنابي بونز، ومانويل لوماس كورتيس، وآن بروغيني، ويتذكّر المؤرّخ الراحل جون لوي مييج.