أكد وزير الاقتصاد والمالية محمد بنشعبون، اليوم الأحد، على هامش مشاركته في فعاليات المنتدى الدولي للاستثمار بشرم الشيخ "إفريقيا 2018"، أن المغرب طور نموذجا مندمجا ومتعدد الأبعاد للتعاون مع البلدان الإفريقية. وأوضح بنشعبون، الذي يمثل الملك محمد السادس في هذه القمة، خلال مباحثات أجراها مع كل من وزير المالية ووزير التجارة والصناعة في الحكومة المصرية، محمد معيط وعمرو نصار على التوالي، ومع عدد من مسؤولي بنوك التنمية الدولية، إن "المملكة المغربية استطاعت أن تطور نموذج تعاون مندمج ومتعدد الأبعاد، يندرج في إطار الرؤية الملكية لفائدة تعزيز التنمية بالقارة الإفريقية". وأضاف الوزير، خلال هذه اللقاءات التي حضرها كل من محسن جزولي، الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، وصلاح الدين مزوار رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن هذه الرؤية تجسدت، على أرض الواقع، من خلال توقيع أكثر من 1000 اتفاقية تعاون، وتعزيز الشراكة الاقتصادية مع الدول الإفريقية؛ وخصوصا من خلال تفعيل المبادلات التجارية وتعزيز الاستثمارات. وأشار المسؤول الحكومي نفسه إلى أن المملكة المغربية تعد اليوم ثاني مستثمر إفريقي في القارة السمراء، وأول مستثمر إفريقي في منطقة غرب افريقيا؛ بحجم استثمارات يقدر ب3 ملايير دولار ما بين 2008 و2017. كما ذكر وزير الاقتصاد والمالية، في معرض استعراضه للمؤهلات الاقتصادية التي يزخر بها المغرب، بالدور المحوري الذي يضطلع به القطب المالي للدار البيضاء، باعتباره آلية ناجعة للاندماج المالي والتجاري، والذي نجح منذ إطلاقه في استقطاب الكثير من الشركات الرائدة متعددة الجنسيات، ممثلة في أزيد من 150 شركة ومقاولة، ما جعل الدارالبيضاء قاعدة لانطلاق أعمالها نحو الأسواق الإفريقية. وشدد الوزير بنشعبون على أن المغرب، القوي بمؤهلاته وتموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وانفتاحه على مختلف الأسواق العالمية الأكثر دينامية، بفضل شبكة واسعة من اتفاقيات التبادل الحر، "يوجد اليوم في وضع مثالي ومستعد للاضطلاع بدور رئيسي في تدعيم علاقات التعاون ثلاثي الأطراف بين إفريقيا وشركائه الدوليين". ويرأس بنشعبون الوفد المغربي المشارك في منتدى "إفريقيا 2018"، والذي يضم كلا منمحسن جزولي، الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، ورقية الدرهم كاتبة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية، وصلاح الدين مزوار رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومحمد الكتاني الرئيس المدير العام لمجموعة "التجاري وفا بنك"، وأحمد التازي سفير المغرب بالقاهرة. وفضلا عن ذلك، تحضر المنتدى مقاولات مغربية ناشئة، وقادة أعمال شباب مغاربة، ينشطون في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والتعليم عن بعد والصناعة التقليدية. واستهلت الفعاليات الرسمية لهذا الملتقى الدولي، الذي ينظم على مدى يومين، تحت شعار "القيادة الجريئة والالتزام الجماعي: تعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية"، بعقد جلسة تناولت موضوع "رواد الأعمال الشباب بإفريقيا"، بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الرواندي بول كاغامي، ومسؤولين حكوميين وفاعلين اقتصاديين أفارقة. المنتدى يعرف حضور رؤساء وحكومات عدد من الدول الإفريقية وخبراء اقتصاديين، وفاعلين في مجال ريادة الأعمال ومستثمرين وممثلي المجتمع المدني من عدة دول بإفريقيا والعالم، ويناقش الشراكات الاقتصادية وحركية الاستثمار وإرساء سبل التعاون البيني بين الحكومات، والقطاعين العام والخاص، في شتى المجالات الحيوية بالقارة السمراء.