كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء الأربعاء، المخرج المغربي جيلالي فرحاتي، بمنحه النجمة الذهبية للمهرجان، قدمها إليه صديقه الناقد المغربي حمادي كروم. جيلالي فرحاتي، الذي يحمل معه تجربة سينمائية عمرها ثلاثون سنة، دمعت عيناه وتقنّع وجهه بيُمناه رهبة من هتاف الجماهير وتفاعلا مع تصفيقهم ووقوفهم احتراما له بعد دخوله مسرح قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش. وشكر فرحاتي، في الكلمة التي ألقاها بعد تسلمه النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الجمهور على الحبّ الذي تعامل معه به، وعلى "كل شيء"، كما شكر الملك محمدا السادس على دعمه غير المحدود للسينما المغربية، والأمير رشيد على حبه للسينما والمهرجان الدولي للفيلم بمراكش "الذي له اعتبار". ورأى فرحاتي في أمسية تكريمه "أمسية خاصة ملؤها الاعتراف والتقدير"، مضيفا أنه "من الجميل أن أكون جزءا من هذا الشيء الجميل الذي اسمه السينما"، ثم أجمل قائلا إن "الفن السابع سيبقى واحدا من أحسن الكذبات من أجل قول الحقيقة". من جهته، قال حمادي كروم إن "هذه اللحظة التكريمية لحظةُ اعتراف بجيلالي فرحاتي الإنسان والمبدع الذي خلق للسينما المغربية عرائسها، وضفائرها، وخيولها، في المهرجان الذي ينظم بمدينة البهجة والفرح والسعادة". وذكر كروم في كلمته التي احتفت بالمنجز السينمائي للمخرج المغربي، أنه "لا يمكن مشاهدة أفلام فرحاتي دون الإحساس بنفَسِها الشعري الذي يخلق المعاني، ويحرّض على التأمل، والتفكّر، والحب". وأضاف كروم أن "جيلالي فرحاتي من سلالة الحكّائين الكبار، وأيقونة السينما الإفريقية التي ستخلد في الزمان؛ لأنها تنحت إيقاع أفلامها بدقات قلبها كما يظهر ذلك فيلمه الأخير (التمرد الأخير)"، وزاد أن فرحاتي يعكس "النبوغ المغربي"، داعيا الجمهور إلى تركه ليحلم، ويغفو، ويبدع. وبتكريم المخرج المغربي جيلالي فرحاتي ينهي المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مواعيده التكريمية الأربعة، التي كان أولها تكريم روبير دينيرو، الممثّل الأمريكي، وثانيها تكريم أنييس فاردا، المخرجة الفرنسية، وثالثها تكريم روبين رايت، الممثلة الأمريكية، التي تغيبت لمشاغل مهنية.