زار مارتن سكورسيسي، المخرج الأمريكي، مجددا ساحة جامع الفنا بمراكش، مقدّما للجماهير التي تحلّقت حول منصة عرض المهرجان الدولي للفيلم بمراكش فيلمه "Kundun" الذي صوّر بالمغرب، وخرج إلى دور العرض في سنة 1997. واستعاد المخرج الأمريكي، يوم الإثنين، ذكرى زيارته الأولى إلى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الثانية، وذكرى تصويره الفيلم الذي يحكي قصة من التيبيت بالمغرب طيلة أربعة أشهر، أمضى خلالها "وقتا رائعا في البلد". وقال سكورسيسي إن هذا الفيلم الذي يحكي قصة "الدالاي لاما" شكّل تحوّلا في حياته، وتزامن مع ولادته ابنته الصغرى، مضيفا أن قصة الفيلم تدور حول طفل تتمّ تنشئته من أجل أن يصبح "روحانيا"، مع الاهتمام بمساره الروحي أكثر من مساره السياسي. وزاد سكورسيسي أن هذا الفيلم يعني له الكثير، متمنيا أن يستطيع الجمهور المتحلّق في ساحة جامعة الفنا أن يتعلّق بقصة "رجل في سلام"، عند مشاهدة الفيلم الذي شخّص أدواره ممثّلون من التيبيت. واستُقبل سكورسيسي في منصة عرض ساحة جامع الفنا على نغمات أغنية "الصينية" لناس الغيوان، المجموعة الغنائية المغربية التي تثير إعجابه، والتي سبق أن جدّد وثائقي "الحال" حولها، الذي أخرجه المخرج المغربي أحمد المعنوني. وعرفت منصة عرض المهرجان، قبل حضور سكورسيسي، بثَّ موسيقى الغناء الشعبي المغربي، التي نجحت في جمع المتفّرجين والمهتمّين والفضوليين، وأدخلت مرتادي الساحة طيلة ساعة من الزمن في رقصات شعبية فردية وجماعية شارك فيها الحاضرون، شبانا وشابات، رجالا وأطفالا، في حين قبّل سائح أجنبي شاب رفيقته بعدما ركّزت عليهما كاميرا المهرجان وسط تشجيع من جمهور ساحة جامع الفنا. وتعرف هذه الساحة التاريخية عرض أفلام سينمائية في جميع أمسيات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على شاشة ضخمة شهدت نقلا مباشرا لمراسيم افتتاح المهرجان، ومن المرتقب أن تنقل تفاصيل اختتام فعالياته أيضا.