شهدت مدينة الدارالبيضاء، مساء الأحد، مسيرات فرح حاشدة، يتوقع أن تتواصل إلى الساعات الأولى من صباح الاثنين، احتفاء بالفوز التاريخي لفريق الرجاء الرياضي البيضاوي بكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، بعد أن تمكن من انتزاع اللقب من قلب العاصمة كينشاسا، بالرغم من انهزامه أمام فريق فيتا كلوب الكونغولي بثلاثة أهداف لواحد، علما أنه تفوق في لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة. وبمجرد إعلان الحكم الجنوب الإفريقي فيكتور غوميز عن نهاية المباراة، حتى اجتاحت الجماهير البيضاوية، وفي مقدمتها أنصار الرجاء الرياضي، أهم شوارع وساحات الحاضرة الاقتصادية للمملكة، حاملة الأعلام الخضراء والرايات الوطنية، مرتدية قمصان الفريق، ومرددة الأغاني والهتافات التشجيعية، التي عادة ما يتم ترديدها في مدرجات الملاعب. ولم تكفّ الجماهير الرجاوية، من مختلف الأعمار، ذكورا وإناثا، انطلاقا من المعاقل التاريخية للفريق كدرب السلطان وساحة السراغنة والحي المحمدي، عن ترديد شعارات النصر من قبيل: "شامبيونز شامبيونز" (أبطال – أبطال) و"ديما ديما رجا"، وغيرها من أغاني وأهازيج الإلترات التي تبث الحماس في اللاعبين. وعلى طول شرايين الدارالبيضاء أطلق السائقون العنان لمنبهات سياراتهم ودراجاتهم النارية، التي شكلت مواكب متواصلة على طول شوارع الحسن الثاني والجيش الملكي والروداني وساحة الأممالمتحدة وساحة الجامعة العربية، ومن هناك إلى كورنيش عين الدياب، عازفين سمفونية النصر الرائعة، الشبيهة بتلك التي عزفها على المستطيل الأخضر أصدقاء العميد بدر بانون. العاصمة الاقتصادية، التي احتفلت قبل عام بفرحة مماثلة حملت توقيع وداد الأمة بعد فوزه بعصبة الأبطال الإفريقية، شهدت بمجرد انتهاء مباراة الرجاء العالمي عرسا جماهيريا استثنائيا وفرحة هستيرية تفجرت شرارتها الأولى وسط المقاهي والبيوت، قبل أن تمتد إلى مختلف الشرايين والفضاءات . ولم تستثن هذه الفرحة العارمة باقي مدن المملكة، حيث تدفقت الجماهير المحبة للرجاء العالمي على أهم الساحات والشوارع الكبرى للتعبير عن فرحة لا توصف، حاملة الأعلام الوطنية، ومنتشية بالإنجاز التاريخي الذي حققه أشبال المدرب خوان كارلوس غاريدو، الذي عرف كيف يدير هذا المباراة المصيرية، وينتزع الفوز من رحم المعاناة . وكانت حناجر الجماهير الغفيرة، المحتفية بهذا الإنجاز التاريخي الذي طال انتظاره، تحيي أبطال هذه الملحمة الكروية، مرددة شعارات تمجد مسيرتهم الموفقة، في الوقت الذي تعالت زغاريد النساء، اللواتي عبرن عن فرحة عمت جميع الأفئدة، فارتسمت على محياهن لحظة حبور خالدة ستبقى راسخة في أذهانهن. وهكذا، سيظل تاريخ الثاني من دجنبر 2018 محطة بارزة في سجل كرة القدم المغربية عموما، وفريق الرجاء الرياضي خاصة، إذ يؤرخ لملحمة بطولية من توقيع فريق القلعة الخضراء عقب تتويج غاب عن خزانة الفريق منذ سنة 2013 . ويأتي هذا اللقب ليعزز، من جهة، السجل الذهبي لفريق الرجاء الرياضي، الذي يعد واحدا من أكثر الأندية تتويجا برصيد 11 لقبا للبطولة، و8 كؤوس للعرش، و3 ألقاب لدوري أبطال إفريقيا، ولقب لكأس الكونفدرالية "الكاف"، وكأس السوبر، والكأس الأفروآسيوية، كما أنه حل عام 2013 وصيفا لبطل العالم للأندية. ومن جهة أخرى ليكرس الطفرة التي تعيشها كرة القدم المغربية على مستوى الفرق والمنتخبات.