رفع عشرات العمال من الشركة المنجمية سكساوة اعتصامهم الذي خاضوه أمام مقر عمالة إقليمشيشاوة، منذ مساء يوم الخميس الماضي، بعدما قضوا حوالي 72 ساعة يبيتون في العراء تنديدا بتوقف صرف رواتبهم من لدن إدارة المؤسسة المذكورة لمدة تفوق 6 أشهر. وقرر المحتجون، الذين يناهز عددهم 300 عامل والذين أصبحوا في وضعية كارثية بسبب عدم تأدية أجورهم وتماطل الإدارة في إيجاد حل نهائي للمشكل المطروح والتراجع عن كل الاتفاقيات محليا ووطنيا، تنظيم وقفة احتجاجية اليوم الاثنين أمام مقر ولاية مراكش أسفي، وفق لغة رسالة وجهها الاتحاد المحلي إلى فيدرالية النقابات الديمقراطية بمراكش والمكتب المحلي للشركة نفسها، وصل هسبريس. ورفع المشاركون في هذا الاعتصام شعارات عدة احتجاجا على تأخر صرف أجورهم، وتنديدا بما وصفوه "تنصل مشغلهم من الالتزامات التي وقع عليها في محاضر اللجنتين المحلية والإقليمية"، مطالبين ب"التدخل الفوري لحل مشكلتهم وإنقاذهم من التشرد". وكانت الهيئة النقابية المذكورة وجّهت رسالة تدق فيها ناقوس الخطر إلى كل من وزير الطاقة والمعادن ووالي جهة مراكش أسفي وعامل إقليمشيشاوة، محذرة من تفاقم الوضع بالمنطقة، بسبب توقف إدارة المنجم عن صرف أجورهم. وفي هذا السياق، قال مسؤول بإدارة الشركة سابقة الذكر، طلب من هسبريس عدم الكشف عن هويته، إن المؤسسة لم تستخرج حبة معدن، منذ مدة طويلة، والتمس العذر للمحتجين؛ لكن العين بصيرة واليد قصيرة، حسب تعبيره. وأوضح مصدر مسؤول من ولاية جهة مراكش أسفي أن عامل إقليمشيشاوة قام بدوره الذي يفرضه عليه القانون، باعتباره مسؤولا يمثل الإدارة الترابية، حيث فتح حوارا مع المحتجين وعقد لقاءات مع إدارة الشركة وممثلي العمال بحضور مفتش الشغل، مضيفا "أن رئيس المقاولة المنجمية وعد ولم يتمكن من الوفاء بوعده، وأن بوعبيد الكراب هاتفه أكثر من مرة من أجل صرف أجور الأجراء". وتابع هذا المسؤول قائلا: "فوق طاقتك لا تلام"، مشيرا إلى أن "السلطة المحلية والإقليمية والجهوية تجد نفسها، في كثير من الأحيان، على فوهة مدفع؛ لأنها بين مطرقة احتجاج العمال وسندان الوعود التي لا يتم الوفاء بها لسبب من الأسباب، ما يضع السلطات في مواجهة مباشرة مع المحتجين"، بتعبيره. وأضاف المتحدث أن "العمال نصحوا مرارا بوضع دعوى قضائية فردية استعجالية مجانية، بالمحكمة الابتدائية بمدينة امنتانوت، ولو فعلوا لوضعوا إدارة الشركة أمام الأمر الواقع"، بتعبيره. وللوقوف على وجهة نظر المنتخبين عن إقليمشيشاوة، وما قاموا به بخصوص هذا المشكل الذي عمر طويلا، ويعاني منه العمال شهريا، قال هشام المهاجري، البرلماني عن إقليمشيشاوة، ضمن تصريحه لهسبريس، أنه اتصل بعزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، فأخبره بأن الشركة صاحبة المنجم اتفقت مع مجموعة أجنبية ووقعت معها اتفاقا أوليا، وأن "إجراءات دخول هذه الشركة الأجنبية يتطلب بعضا من الوقت"، على حد قوله.