استنكر مهندسون مغاربة بتر الصحراء من خريطة المغرب خلال فعاليات المؤتمر السابع للمهندسين المساحين الفرانكفونيين المنعقد بالمملكة خلال نهاية الأسبوع الجاري تحت الرعاية الملكية السامية، بحضور رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وعدد من المسؤولين والشخصيات. وقالت النقابة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين في القطاع الخاص بالمغرب إن المشاركين في المؤتمر المنعقد بمدينة الصخيرات المغربية تفاجؤوا ب "سماح اللجنة المنظمة لفعاليات المؤتمر السابع للمهندسين المساحين الفرانكفونيين بتعليق خريطة المملكة المغربية مبتور منها الجزء الذي يضم أقاليمنا الصحراوية". ووصف المصدر ذاته، في بلاغ توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة منه، ما وقع ب"الفضيحة المدوية التي هزت أركان قاعة العرض بقصر المؤتمرات بالصخيرات، والذي كان مسرحا لجريمة نكراء في حق الوطن وفي حق قضية المغاربة الأولى". واستنفرت الواقعة، يُضيف المصدر، "عددا من المهندسين المغاربة الذين سارعوا إلى تسجيل استنكارهم لهذا السلوك المعادي لوحدتنا الترابية، خصوصا وأن المؤتمر المذكور مقام بأرض الوطن وتحت الرعاية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتحت إشراف الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين، التي يعتبر أعضاؤها خبراء في العلوم الجيوديزية والمسح العقاري والخرائطية". وطالبت النقابة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين في القطاع الخاص الجهات المسؤولة بفتح تحقيق في الموضوع، ودعت رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطبوغرافيين إلى تقديم اعتذار للمهندسين بالقطاع ولعموم المغاربة. وشددت النقابة على ضرورة إقالة المسؤولين في الجهة المنظمة للمؤتمر واتخاذ جميع التدابير القانونية والقضائية بسبب "التقصير في تنظيم تظاهرة دولية كبيرة من هذا الحجم، التي عرفت تتبعا دوليا وحضور شخصيات وطنية ودولية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة المغربية وعدد من المسؤولين الحكوميين". "كما ندين سكوت الحاضرين من شخصيات أكاديمية وسياسية وإدارية وازنة؛ إذ لم يحرك أحد ساكنا سوى مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة مشكورا على يقظته"، يضيف البلاغ. وكان بلاغ للمنظمين أوضح أن هذه التظاهرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس وبتعاون مع الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية، ودعم من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، ستتمحور حول موضوع "التكنولوجيات المتقدمة من أجل سياسات عقارية ناجعة"، بمشاركة نحو 500 مؤتمر من 20 بلدا إفريقيا. وحسب المصدر نفسه، فإن "المؤتمر السابع لفدرالية المهندسين المساحين الفرانكفونيين الذي ينعقد هذه السنة حول برنامج علمي غني ومتنوع على شكل ورشات وندوات ودورات تكوينية وزيارات ميدانية، يطمح لأن يشكل أرضية للتبادل المثمر للخبرات والتجارب، بين مهنيي هندسة المساحة والخبراء والباحثين الأكاديميين والفاعلين الاقتصاديين وأصحاب القرار".