فاجأ ماريو مونتي، رئيس الوزراء الإيطالي المكلف، جالية العالم العربي بإيطاليا، حينما أعلن مساء أول أمس الأربعاء ضمن تشكيلة حكومة تقنوقراطية، عن إنشاء "وزارة للاندماج والتعاون الدولي"، والتي يتولاها أندريا ريكاردي، عميد الجامعة الكاثوليكية بميلانو، ومؤسس جمعية سانت إيجيدو الكاثوليكة. وتأتي حكومة مونتي التقنو قراطية الجديدة، بعد الأزمة السياسية والإقتصادية (المالية) التي تعيشها هذه الأيام إيطاليا، جراء ارتفاع معدل الدين العام، وسقوط حكومة برلسكوني التي، سحبت منها المعارضة الثقة بداية الأسبوع الماضي. وفي أول رد فعل بعد قرابة ساعة من إعلان حكومة مونتي عن خلق وزارة للإندماج والتعاون الدولي، التي من مهامها معالجة شؤون المهاجرين، ورد بيان باسم رئيس الجالية فؤاد عودة جاء فيه إن " هذه الخطوة تمثل تحولا جوهريا، وإشارة إلى أن الهجرة ينظر إليها من قبل الحكومة الجديدة باعتبارها موردا لإيطاليا". وعبر عن آماله أن " تشارك جميع الجمعيات والجاليات المقيمة بالبلاد أخيرا فى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان في التبادل فى مجال الصحة الاجتماعية وأن يكون لها دورا فى تعزيز العلاقة مع المؤسسات الدستورية " وفق البيان المذكور. وكان رئيس الجمهورية الإيطالية جورجيو نابوليتانو قد أشاد بالمهاجرين في تصريح أوردته جريدة "لاسطامبا" الثلاثاء الماضي، وهو مايفسر بنظر مراقبين تخصيص وزارة تهتم بقضايا المهاجرين في حكومة مونتي الجديدة، فقد نوه الرئيس الإيطالي الذي يصفه البعض ب"الجد"، وهو يتحدث بمناسبة لقاء"المواطنون الإيطاليون الجدد" بقصر الرئاسة "كويرينالي"، إلى أهمية المهاجرين التي لم تعد تقدر بالأرقام حسب تعبيره، مضيفا أن "المهاجرين بمثابة شريان الحياة الذي تحتاجه إيطاليا ". وذكرت "لاسطامبا" نقلا عن حديث نابوليتانو أن المهاجرين وأبنائهم الذين أصبحوا إيطاليين، يمكنهم مساعدة إيطاليا،وذلك في"تحمل عبء الدين العام، والتي بدونها سيكون الأمر أكثر صعوبة " و "هي مصدر كبير للأمل"، يضيف رئيس الدولة الإيطالي، الذي قال أيضا "نحن نعيش في أيام صعبة ومعقدة" ، مشيرا إلى أن"إيطاليا هي بلد واحد يمكن أن تصبح بسرعة أكثر انفتاحا على الشباب، وينبغي أن توفر فرصا لا تشوبها المحسوبية وإنشاء نظم شفافة للتوظيف في العمل".