أعلن في إيطاليا رسميا عن تكليف المفوض السابق في الاتحاد الأوروبي ماريو مونتي بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لرئيس الوزراء المستقيل سيلفيو برلسكوني، في خطوة وصفت بأنها تهدف لاستعادة المصداقية لإيطاليا المثقلة بالديون لدى المستثمرين الدوليين. وأعلن ماريو مونتي أنه سيعمل «بصورة ملحة» من أجل تشكيل حكومة ترتكز على «جهود حل مشكلات الوضع المالي في إيطاليا ودفع النمو الاقتصادي مع التركيز على العدالة الاجتماعية». وشدد على أنه يجب أن تعود إيطاليا مجددا لتصبح «عنصرا للقوة وليس للضعف» في الاتحاد الأوروبي. كما قال إنه قبل «بتحفظات» هذا التفويض لتشكيل حكومة من الرئيس جورج نابولتيانو، دون أن يوضح ما هي هذه التحفظات. وقد أشاد قادة الاتحاد الأوروبي بتعيين مونتي، وقال كل من رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو مساء الأحد في بروكسل إن هذه الخطوة تأتي إشارة أخرى مشجعة بعد إصدار قوانين التقشف في إيطاليا أمس الأول السبت. وكان برلسكوني (75 عاما) أعلن مساء السبت استقالته من منصبه بعد تصديق البرلمان نهائيا على حزمة الإجراءات التقشفية والإصلاحية التي طلبها الاتحاد الأوروبي من إيطاليا. وأعرب برلسكوني عن دعم مشروط لترشيح مونتي. ومن المتوقع استئناف الضغوط مرة أخرى على إيطاليا اليوم الاثنين حينما يعاد فتح الأسواق بعد عطلة نهاية الأسبوع، حيث يكثف مونتي من تحركاته ويقدم قائمة بالوزراء المحتملين في وزارته إلى الرئيس نابوليتانو في وقت لاحق. جدير بالذكر أن استقالة برلسكوني تأتي بعد أسابيع من انعدام اليقين السياسي وتنامي دعوات من شركاء دوليين طالبوا إيطاليا بالتحرك للسيطرة على الدين العام، حيث ارتفعت تكاليف الاقتراض الأسبوع الماضي إلى مستويات لا تمكن السيطرة عليها مما هدد بوقوع انهيار مالي في أنحاء أوروبا. وبذلك ينهي برلسكوني مشوارا سياسيا بدأه قبل 17 عاما تخللته ملاحقات في عشرات القضايا تنوعت بين الفساد المالي والأخلاقي، لكنها لم تطح به، واستطاع أن يشغل الوزارة ثلاث مرات، وهو أمر غير مسبوق في إيطاليا ما بعد الحرب العالمية الثانية. وقد بدأ برلسكوني مشواره السياسي متخذا شعار أنصار كرة القدم «إلى الأمام إيطاليا» اسما لحزب سياسي وعد الإيطاليين بالرخاء وبمسيرة ناجحة تشبه مسيرة نجاحه هو حين عمل في العشرينيات من عمره «مغني يخوت» ليصبح مع مرور الوقت أحد أغنى أغنياء إيطاليا.