برلوكسوني قال إنه لم يستسلم ويريد العودة مجددا إلى الحكومة اعرب المفوض الأوروبي السابق ماريو مونتي (68 عاما) بعد لحظات من تكليفه لخلافة رئيس الحكومة سيلفيو برلوسكوني، مساء الأحد 13 نوفمبر، عن قناعته بان ايطاليا "يمكن أن تنتصر" على أزمة الديون بفضل "مجهود مشترك". وأعلن في مداخلة مقتضبة أمام الصحافيين بعد تكليفه تشكيل الحكومة من قبل الرئيس جورجيو نابوليتانو "اشكر الرئيس على الثقة التي محضني إياها (...) في وقت صعب جدا بالنسبة إلى ايطاليا". وأضاف "يتعين أن يصبح البلد مجددا عنصر قوة لا عنصر ضعف في اتحاد أوروبي كنا بين مؤسسيه". وقال أيضا إن ايطاليا "يمكنها ان تنتصر" على أزمة الديون بفضل "مجهود مشترك", قبيل تصفيق الجمهور له لدى خروجه من القصر الرئاسي. ويأتي تعيين هذا الاقتصادي المعروف لطمأنة الأسواق والشركاء الدوليين قبل افتتاح البورصات صباح الاثنين، خصوصا وان هذا اليوم سيشهد إصدار سندات جديدة وسيكون بمثابة اختبار. وفي رسالة متلفزة تم بثها في الوقت الذي استدعي فيه خلفه إلى القصر الرئاسي، أعرب رئيس الحكومة الايطالية المستقيل سيلفيو برلوسكوني عن استعداده ل"تشجيع جهود رئيس الجمهورية (جورجيو نابوليتانو) ليشكل على الفور حكومة ذات طابع تكنوقراطي"، قبل أن يسارع إلى القول انه "سيضاعف التزامه في البرلمان وفي المؤسسات لتحديث ايطاليا" ما يؤشر إلى انه ليس على استعداد للتقاعد السياسي. وأضاف برلوسكوني الذي أمضى عشرة أعوام في السلطة من أصل 17 عاما في الحياة السياسية "لن استسلم طالما لم أجدد تركيبة الدولة". وكان برلوسكوني قال في وقت سابق انه "فخور" بما أنجزه خلال الأزمة الاقتصادية مؤكدا انه يريد "العودة إلى الحكومة". ومع حلول المساء، وصل والابتسامة على وجهه يحيي ويصافح المئات من أنصاره المجتمعين إمام مقر إقامته الشخصي وصفقوا له بحرارة وهم يهتفون "سيلفيو! سيلفيو!". وهذا الحضور الكبير لبرلوكسوني على المسرح الإعلامي يشكل تناقضا مع التكتم الحذر الذي أبداه ماريو مونتي طيلة النهار. والمهمة التي تنتظر مونتي ضخمة في حين تقف ايطاليا على شفير الاختناق المالي وتواجه عبء ديون هائلة (1900 مليار يورو، 120% من إجمالي الناتج الداخلي). وطلب الحزب الديموقراطي (يسار) اكبر حزب معارض، على لسان أمينه العام بيرلويجي برساني أن "تكون الحكومة جديدة بكامل أعضائها مع غالبية من التكنوقراط وان تضع ايطاليا على طريق مواجهة حالة الطوارىء". من جهته، أعلن أمين عام حزب برلوسكوني، حزب شعب الحرية، انجيلينو الفانو انه ابلغ الرئيس باستعداد حزبه وموافقته على تعيين ماريو مونتي "الذي سنلتقي به لاستيضاحه حول مضمون برنامجه وتشكيلة الحكومة". ويبدو أن الطريق لتوفير غالبية برلمانية باتت مفتوحة أمام مونتي المتزن الذي لا يترك أبدا نظارتيه والذي يلقب أحيانا "بالكاردينال" واشتهر بكفاءته واستقلاليته عندما كان مفوضا أوروبيا طيلة عشر سنوات (1994-2004)، أولا في السوق الداخلية ثم في شؤون المنافسة. ويتولى أيضا منذ 1994 رئاسة جامعة بوتشوني الشهيرة في ميلانو التي تعتبر أفضل كلية اقتصاد في ايطاليا والتي تخرج منها. --- تعليق الصورة: ماريو مونتي