اعتبر حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، أن الفاعل السياسي لا يبعث الأمل في المجتمع المغربي، داعيا المثقفين والمفكرين المغاربة إلى رصد ما يريده المواطنون. أوريد: القضايا الاجتماعية وأوضح أوريد، في ندوة عقدت معهد الدراسات العليا للتدبير (HEM) بالدار البيضاء، ليلة الجمعة، حول "ماذا يريد المغاربة؟" أن المثقف عليه رصد ذلك، خاصة في ظل نفوق خطابات لم تعد مُعبِّئة لهم. وقال صاحب "سيرة حمار": "صرنا نرصد نفوق خطابات لم تعد معبِّئة، فلا يمكن تعبئة المغاربة من خلال خطابات الحركة الوطنية، ولا من خلال خطابات تكنوقراطية، ولا من خلال الخطابات الهوياتية، لذلك لا بد من التفكير في بديل". وأشار أوريد في هذا الصدد إلى أن "الخطاب السياسي لم يعد قادرا على تعبئة المواطنين، ذلك أن خطاب الوطنية لم يعد قادرا على ذلك، ولا حتى الإسلاميين عادوا قادرين على استمالة المواطنين وبعث الأمل فيهم". وأكد أن القضايا الاجتماعية وحدها التي أضحت قادرة على استثارة التحرك الشعبي، مستدلا على ذلك بحملة المقاطعة و"مسيرة أكال" بالدار البيضاء. وأضاف "أعتقد أنه من خلال استقراء الوضعية، نلحظ عودة القضية الاجتماعية التي لها الأولوية، والتي ترتبط بتوزيع عادل للثروات، وبالتفكير في المدرسة". وعاد مؤرخ المملكة السابق ليؤكد على أن هناك أشياء "لا يمكن أن تحصر في الفاعل السياسي، فمصير المغرب يهم المغاربة ككل"، مشيرا إلى أن "النخب لها دور في المراحل الحاسمة، لأنها تقرأ الواقع وعليها أن تضطلع بدورها". وأضاف أن "المثقف ليس هو السياسي والتكنوقراطي، والحال أنه وقع خلط، حيث أصبح التكنوقراطي سياسيا ومثقفا وفاعلا، رغم أنه المسؤول عن الوضعية التي نعيشها اليوم". من جهته، اعتبر علي بوعبيد، نجل الزعيم الاتحادي الراحل عبد الرحيم بوعبيد، أن الانتظارات معلقة على الأحزاب السياسية من أجل الاجتهاد والتشاور مع المجتمع، وإعداد تصور حول النموذج التنموي الذي يريده المغاربة. وأكد بوعبيد أن "جميع الفاعلين مطالبون اليوم بالتعبئة في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر منها البلاد، والمراجعة يجب أن تكون حاسمة لبناء تصور للتنمية بما فيه وما عليه مع مراجعة السلوكات لإنزاله". ودعا بوعبيد المؤسسة البرلمانية إلى القيام بأدوارها كما يجب، مضيفا أن النواب فيها هم الذين يجب أن يعلموا ما يريده المغاربة على اعتبار أنهم يمثلونهم. من جهته، قال إدريس خروز، المدير العام السابق للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية ، إن التحولات التي عاشها المجتمع المغربي منذ عقدين كانت كبيرة وإيجابية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، "لكن في الوقت نفسه هناك مفارقة حسب المعطيات التي تظهر من خلال مواقع التواصل، ذلك أن منظور المغربي لهذه التحولات معاكس، حيث فقدان الثقة والشك في النمط الذي بني منذ سنين". وأوضح خروز أن ما ساهم في هذا الوضع أن "الشاب المغربي بات منخرطا في إعلام عالمي عبر الشبكات الاجتماعية، بالتالي لم تعد مرجعيته محلية، بل عالمية، مما يجعله يتصور أن ما يبنى يتم بدونه". وينضاف إلى ذلك، حسب خروز دائما، أن "هناك ضعفا فيما يخص الوسائل الوسائطية بين السياسة والمجتمع، مما جعل المغربي لا يشارك في السياسة ويعتبرها سلبية".