اعتبر الروائي والمؤرخ المغربي السابق حسن أوريد، الذي كان زميل دراسة للعاهل المغربي محمد السادس، أن المملكة المغربية شهدت ِردة عن الخيارات الديمقراطية، وانتكاسة في مسلسل الإصلاحات، بالإضافة إلى الإجهاز على جميع الأصوات، "إلا الصوت الذي يتماشى مع الموجة". أوريد، الذي يحمل أيضاً لقب الناطق الرسمي الأسبق باسم القصر الملكي المغربي، سجل حضورا لافتا للانتباه من خلال مشاركته في ندوة نقاشية، في الرباط حول ثورتي تونس ومصر، نظمتها جريدة "أخبار اليوم" المغربية، خاصة مع الأفكار الجريئة التي طرحها، ومنها كلامه عن الرغبة في التحول الهادئ في المغرب. وأكد تأييده للنموذج البريطاني في تطور الحكم، أي التغيير في آلية الحكم وليس في النظام، لأن الملكية في المغرب لها دور أساسي، وأبانت عن تجاوبها. فوسط حضور واسع من المثقفين ومن الصحافيين ومن نشطاء المجتمع المدني في إحدى القاعات في الطابق الخامس في أحد فنادق الرباط، وفي قراءته للسياق السياسي المغربي، بين حسن أوريد، الذي تصفه الصحافة المغربية ب"المثقف العضوي" في محيط العاهل المغربي، أن المغرب شهد ردة عن الاختيارات الديمقراطية، وانتكاسة في مسلسل الإصلاحات، من خلال تعيين التكنوقراطي إدريس جطو رئيسا للوزراء عام 2002، عوضا عن قيادي من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أكبر حزب يساري، الفائز في الانتخابات التشريعية سنتها, واعتبر أن "مجموعة من التكنوقراط أرادوا أن يفرضوا خياراتهم. لكن المهم حاليا هو رصد الوضعية". وكشف أوريد، الذي شغل في وقت سابق منصب محافظ مدينة مكناس في وسط المغرب، أن إطلاق سراح جامع معتصم القيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض على خلفية اتهامه في ملف للفساد في تدبير مدينة سلا قرب الرباط، يمثل "إشارة قوية"، تمنى أوريد أن تعقبها إشارات أخرى. وتابع "هناك انزلاقات وقعت عبر التضييق على الصحافة والقضاء، مستغرباً أن أناسا لا مكان لهم وسط الدولة يعينون ويعزلون ولا نعرف من أين أتت قوتهم؟". وفي حديثه عن الوقع في العالم العربي اليوم، عقب ثورتي تونس ومصر، قال أوريد "نعيش انبعاث أمة حقيقي في العالم العربي"، مشيرا إلى أن الغرب مهيأ الآن للإسهام في إنجاح الانتقال الديمقراطي في العالم العربي، الذي كان خارج مخاض الديمقراطيات عبر العالم". واعتبر أن المهم حاليا هو إنجاح ما تحقق، "خاصة وأن ما وقع في كل من تونس ومصر ليس حدثا عابرا، بل له أسباب موضوعية كالاستبداد وتكميم الأفواه، فيما موقع الفيسبوك كان وسيلة فقط"، وموضحا أن نضالات الطبقات الاجتماعية المنسية لم تكن ضمن تحليلات الدول العربية.