قُبيْل اجتماعه مع أرباب شركات المحروقات، اليوم الخميس، جدّدَ الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحَكامة، لحسن الداودي، إصراره على ضرورة خفْض أسعار المحروقات في السوق المغربية نهاية الشهر الجاري. وقال الداودي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّه لنْ يتنازَل عن الموقف الذي سبقَ أنْ عبّر عنه في البرلمان، أوّل أمس الثلاثاء، حيث خيّر أرباب شركات توزيع المحروقات بيْن خفْض أسعار البنزين والغازوال أو لجوء وزارته إلى تسقيف الأسعار. وقال الداودي: "هذا وعْد، إيلا ما خْفضوش الأسعار غانْسقّفها"، مشدّدا على أنّ هذا الموقف هو الذي سيؤطّر لقاءه مع أرباب شركات المحروقات عشية اليوم، والذي أملتْه المطالب المتتالية بخفض أسعار المحروقات في السوق المحلية بعد أنْ شهدتْ أسعار النفط انخفاضا مهما في السوق العالمية خلال الأيام الأخيرة. ورغم توعّده باللجوء إلى خيار تسقيف أسعار المحروقات في حال عدم خفْضها أواخر الشهر الجاري، فإنّ الداودي أكّد أنه "لن يدخل في مواجهة" مع أرباب شركات المحروقات، وأنّه سيُحاول الوصول إلى اتفاق معهم حول مسألة تخفيض الأسعار عن طريق الحوار. الداودي شدّد على أنّه سيحاول إقناع أرباب شركات المحروقات "دون استعمال العصا"، وزاد موضحا: "حْنا دولة الحوار ماشي دولة الدّْباز والعْصا. أسهل حاجة هي تْهزّ العصا وتضرب، ولكن إذا جلسنا إلى طاولة الحوار ووصلنا إلى حلّ فهذا أفضل من استعمال العصا"، وأضاف: "أنا العْصا بيدّي، وفي أيّ لحظة يمكن أن أستعملها، ويصفّقَ لي الناس وأحْظى بإعجابهم، لأنني واجهتُ أصحاب شركات المحروقات، ولكنَّ ثقافة الحوار بالنسبة إلي أهم بكثير، وإذا وصلت إلى مبتغى خفْض الأسعار عن طريق الحوار علاش غادي نسقّف". من جهة ثانية، تحدّث الداودي في ندوة حول "الفقر بين القياس والواقع المَعاش، قراءة التجارب"، احتضنتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، صباح اليوم الخميس، عن مُضيّ الحكومة نحو تصفية صندوق المقاصة، "لأنَّ الفقراء لا يستفيدون من هذا الصندوق"، حسب تعبيره. وأبْدى الداودي، في تصريح لهسبريس، تأييده لرفْع الدعم عن الموادّ التي لازالت الحكومة تدعمها، وخاصّة غاز البوتان والسكر، لكنّه شدّد على أنّ هذا الإجراء لن يمسَّ الطبقة المتوسطة والفقيرة، بل الأغنياء الذين يستعلمون غاز البوتان في الفلاحة والصناعة وغيرها، وقال: "في الماضي كْنّا كنشوفو البوطا غي للكوكوط مينوت، ولكن شحال كتاكل كاع الكوكوط مينوت، جوج ولا ثلاثة دْ البوطات في الشهر، واش هادي اللي كنحطو عليها سبعة عشر مليار درهم سنويا؟"، مضيفا: "هادوك اللي كيستعملو ميّة بوطا فالنهار هوما اللي غادي نزوّلو لهم الدعم، والبوطا ديال الكوكوط مينوت لا تمثل حتى 15 أو 20 في المائة من دعم غاز البوتان". واعتبر الداودي أنّ استمرار الحكومة في دعْم غاز البوتان يُضرّ بفقراء المملكة، لأنّ هذا الدعم يستفيد منه الأغنياء، في حين أنَّ رفْعه سيُمكّن الحكومة من توجيهه إلى الطبقات الفقيرة، وقال موضحا: "نحن نحمّل الفقراء تبعات الدعم المخصص لغاز البوتان، لأنهم لا يستفيدون شيئا من هذا الدعم..شحال من واحد غير كيْحطب وما عندوش كاع البوطا فالدار، وحْنا كنحمّلوه المسؤولية، وهادشي خصو يتحْبس. المسؤولية خاص يتحمّلوها الغْلاض (يقصد الأغنياء)، الذين يستهلكون البوطا"، لكنه استدرك بأنّ الحكومة ستدعم هؤلاء من أجل استعمال الطاقة الشمسية بدل قنينات الغاز.