بعدما كان مقررا أن يوجهوا جملة من الأسئلة إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اليوم الاثنين، حول واقع الاتحاد المغاربي في ظل المستجدات الجديدة التي طفت على السطح مؤخراً، تراجع نواب الأمة عن ذلك. وأوضح مصدر برلماني أن التراجع عن برمجة الأسئلة المتعلقة بالاتحاد المغاربي، التي كانت ستوجه إلى العثماني خلال الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفهية الشهرية حول السياسة العامة، جاء بعد عقد مجلس النواب اجتماعه صباح اليوم الاثنين مع رؤساء الفرق والمجموعة النيابية. وأضاف مصدر هسبريس أن "مكتب مجلس النواب تدارس الأمر مع الحكومة وتقرر حذف الأسئلة المتعلقة بالاتحاد المغاربي"، مشيرا إلى أن "تخصيص مثل هذا النوع من الأسئلة في ظل المبادرة التي طرحها الملك محمد السادس تجاه الجارة الجزائر، يمكن أن يثير بعض المشاكل للدبلوماسية المغربية". واحتفظ جدول أعمال الجلسة الشهرية بسؤال محوري حول الإصلاحات المتعلقة بمناخ الأعمال. وكانت وزارة الخارجية الجزائرية أعلنت أنها طلبت رسميا من الطيب البكوش، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، عقد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية في إطار "القناعة الراسخة" لدى الجزائر بضرورة دفع مسار "الصرح المغاربي" وبعث مؤسساته. وجاءت الخطوة الجزائرية بعد تجاهل "قصر المرادية" مقترح الملك محمد السادس بدعوته إلى إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار المباشر مع الجزائريين، في خطاب رسمي بمناسبة الذكرى ال43 للمسيرة الخضراء. وتفاعلت الجمهورية الإسلامية الموريتانية مع الدعوة المفاجئة التي وجهتها الجزائر إلى الاتحاد المغاربي من أجل تنظيم قمة مغاربية في أقرب الآجال على مستوى وزراء الخارجية. وأعلنت موريتانيا، في بيان رسمي، عن رغبتها في استضافة اجتماع وزراء خارجية دول المغرب العربي، بعدما أبلغت أمانة الاتحاد المغاربي الدول الأعضاء بفحوى رسالة الجزائر. وقالت الخارجية الموريتانية إن نواكشوط "دأبت في كل المحافل العربية والقارية والدولية على التأكيد على تمسكها باتحاد المغرب العربي إطارا لتعزيز أواصر الأخوة وأداة لتحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي بين الأشقاء في عالم تفرض التكتلات نفسها فيه كصيغة لا بديل عنها لمواجهة التحديات".