ذكرت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي أن عبد القادر مساهل، وزير خارجية الدولة الجزائرية، طلب منها "اتخاذ التدابير اللازمة من أجل عقد اجتماع لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في أقرب الآجال"، مثمنة الطلب الجزائري الذي "يأتي في سياق نتائج القمة الاستثنائية الحادية عشرة، التي عقدت يومي 17-18 نوفمبر الجاري في أديس أبابا (إثيوبيا)، حول موضوع الإصلاح المؤسساتي للمنظمة". وأضافت الأمانة العامة، أنها "عمقت في السنتين الأخيرتين انتماءها الإفريقي، باعتبارها تمثل إحدى المجموعات الثماني التي يقوم عليها الاتحاد الإفريقي ويعتبرها ركائزه الأساسية"، مثمنة "ربط الجزائر الاستحقاقات المغاربية بالاستحقاقات الإفريقية، حيث تؤكد رسالة معالي وزير الخارجية الجزائرية أن اتحاد المغرب العربي يبقى المجموعة الجهوية الأقل اندماجا على الصعيد الإفريقي". محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني، قال إن "الاتحاد ينبغي عليه أن يكون محركا قويا للمنطقة المغاربية والمتوسطية على حد سواء، باعتباره البوابة الحقيقية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة المغاربية، وبالتالي فدعوة المغرب إلى تفعيل اتحاد المغرب العربي ضرورة حتمية لأنظمة الحكم في المنطقة، وكذلك لشعوب المنطقة جمعاء". وأضاف زين الدين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "لا بد من بلورة نموذج مغاربي جديد ومتجدد، قادر على مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة المغاربية، وهي تحديات متعددة وخطيرة، تتوزع بين ظاهرة الإرهاب والقرصنة وتفشي ترويج المخدرات، الأمر الذي يمس المنطقة بشكل كبير جدا، لذلك لزام تضافر جهود الدول الخمس". وأوضح أستاذ العلوم السياسية في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية أن "اتحاد المغرب العربي صار ضرورة حتمية لأنظمة الحكم وشعوب المنطقة برمتها، ومن ثمة فإن أنظمة الحكم يجب عليها عدم معاكسة التطلعات المشروعة للشعوب، بما يحقق فرص التنمية المستدامة والمتضامنة بين مختلف هذه الشعوب، حيث سيساهم ذلك في خلق فرص الشغل بالنسبة إلى الشبيبة، وسيجعل الاتحاد قوة اقتصادية كبرى، ناهيك عن خلق سوق اقتصادية هائلة جدا". وأوضح زين الدين أن "شعوب المنطقة في أمس الحاجة بشكل عام إلى هذا الاتحاد، لذلك ينبغي تفعيله برؤية جديدة ومتجددة، مبنية على أسس الحكامة والعقلنة واستحضار المصالح والتاريخ المشترك، بالإضافة إلى التحديات التي تتقاسمها الدول الخمس، الأمر الذي يفرض تجاوز الرؤية السياسوية الضيقة التي تنهجها الجزائر، لأن من بين العوائق الرئيسية التي تقف وراء عدم تفعيل الاتحاد نجد قضية الصحراء المغربية". وختم أستاذ العلوم السياسية تصريحه بالقول إن "المغرب عبر عن حسن النية واليد الممدودة إلى الجزائر، لذلك يجب عليها ألا تجعل من الصحراء المغربية العائق الأساسي، الذي يقف في وجه تفعيل اتحاد المغرب العربي، لأن الإيقاف يمثل معاكسة حقيقية لتطلعات وطموحات الشعوب بالمنطقة".