في سياق استكمال الأوراش السككية التي باشرها المكتب الوطني للسكك الحديدية، وعلى رأسها إطلاق القطار فائق السرعة (البراق)، أعطيت الانطلاقة، اليوم بالدارالبيضاء، لخط التثنية الذي يربط العاصمة الاقتصادية بمدينة مراكش، بعد أشغال دامت لأزيد من 6 سنوات، وشملت تثنية السكة على طول 34 كيلومترا بين صخور الرحامنة وسيدي غانم، وتجديد 80 كيلومترا من السكة و140 كيلومترا من الكتينة. الانطلاقة التي أشرف عليها ربيع الخليع، الرئيس المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ابتدأت مرحلة أشغالها الثانية سنة 2014 بمراكش، وأتمت التثنية الكاملة للخط الرابط بين الدارالبيضاءومراكش، كما جرى تعويض الممرات المستوية بمنشآت فنية لتأمين عبور الخط السككي، وكل هذا من أجل الاستجابة لنمو حركة المسافرين والبضائع، ورفع وتيرة سير القطارات بين الدارالبيضاء وابن جرير ومراكش. ويتراوح سعر تذكرة الخط الجديد بين 87 درهما و130 درهما بين الدارالبيضاءومراكش، أما في الدرجة الأولى فتبدأ الأثمان من 120 درهما إلى 180، وبين البيضاء وفاس تتراوح الأثمنة بين 92 درهما إلى 138 درهما في الدرجة الثانية، في حين تتراوح ما بين 132 و198 درهما في الدرجة الأولى. وبخصوص الخط الرابط بين الرباط وفاس فتتراوح الأسعار بين 68 و102 دراهم في الدرجة الثانية و96 و144 درهما بالنسبة إلى الدرجة الأولى. وسيضمن العرض الجديد 18 قطارا بوتيرة ساعتين بين مراكشوالدارالبيضاءوالرباط وفاس، في أفق تطويره تدريجيا للوصول إلى وتيرة قطار على رأس كل ساعة، وبذلك سيتكون العرض من 18 قطارا بين مراكشوالبيضاء و14 قطارا بين مراكش وفاس، وقطارين ليليين بين مراكش وطنجة، مما سيمكن من ربح حوالي ساعة في مدة الرحلة بين البيضاءومراكش. الخليع، الذي بدا متأثرا طيلة العرض الجديد وذرف الدموع بعد نهاية تقديمه، أكد أن الربط بين مراكش وطنجة سيتم في مدة لا تتجاوز 5 ساعات و10 دقائق. كما سيتم ضمان كافة وسائل الراحة، حيث سيصبح المقعد مضمونا بالدرجتين الأولى والثانية، على المحاور بين البيضاءومراكش، والبيضاء وفاس، ومراكش وفاس، من خلال أماكن مرقمة، مما سيمكن من توفير ظروف سفر أفضل وراحة أكبر على متن القطارات وتفادي الازدحام. ويتوقع المكتب الوطني للسكك الحديدية أن يصل عدد المسافرين على مستوى الخط السككي الجديد 4000000 مسافر سنة 2019، و5000000 سنة 2020، و6000000 سنة 2023، و6500000 سنة 2025، من خلال توفير تعرفة مناسبة للجميع، وتأمين الخطط السككي بجنوب المملكة بواسطة حافلات سوبراتور، انطلاقا من بنكرير ما سيؤدي إلى ربح ساعة من المدة الإجمالية للرحلة. وعلى مستوى نقل البضائع واللوجيستيك، سيعمل الخط الجديد على الاستجابة لمتطلبات الفاعلين الاقتصاديين ومواكبة التطور الذي تشهده الجهة، كما سيدعم العرض بمصطبتين لوجستيكيتين تم إحداثهما بضواحي مراكش، الأولى هي عبارة عن ميناء جاف يقع على مساحة 5 هكتارات يلعب دور مركز الاستلام والمناولة، أما المصطبة الثانية فتوجد بمنطقة سيدي بوعثمان، وهي مخصصة للأنشطة اللوجستيكية الموجهة للحبوب والمواد الهدروكاربونية. تجدر الإشارة إلى أن تكلفة تثنية السكة بلغت 2600 مليون درهم، مرحلتها الأولى أنجزت بغلاف مالي قدره 600 مليون درهم، والمرحلة الثانية ب2000 مليون درهم، فيما أمنت معابر السكة الحديدية بمبلغ 400 مليون درهم.